درس لحظة الفلسفة المعاصرة

المجزوءة الأولى: مجزوءة الفلسفة

المحور الثاني: لحظات أساسية من تاريخ الفلسفة

اللحظة: لحظة الفلسفة المعاصرة

نص الاشتغال : نص برتراند راسل

تقديم حول الفلسفة المعاصرة

بعد اللحظة اليونانية وبعد اللحظتين الوسطوية والحديثة، عرف تاريخ الفلسفة لحظة أخرى، اختلفت عن اللحظات السابقة رغم ارتباطها بها، وهي اللحظة المعاصرة. و كثيرا ما يربط مؤرخوا الفلسفة، الفلسفة المعاصرة ببداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر. أما الأحداث التي مهدت لظهور الفلسفة المعاصرة، والتي حددت مهماتها ووجهت تساؤلاتها واهتماماتها، فهي كثيرة ومتعددة، نذكر من بينها حدثين بارزين:

  1. يتمثل الأول في التطور والتقدم الذي حققته العلوم الدقيقة كالفيزياء والبيولوجيا…
  2. أما الثاني فيتمثل في ظهور ما يسمى بالعلوم الإنسانية (علم الاجتماع، علم النفس،…) وهي العلوم التي تهتم بدراسة  الإنسان في مختلف جوانبه الاجتماعية والنفسية والاقتصادية…

وقد أثرت هذه الاحداث في الفلسفة والمعاصرة، حيث توجه اهتماها إلى من جهة أولى دراسة العلم داخل ما يسمى بالابستمولوجيا، والتي تعني الدراسة النقدية للمعرفة العلمية في مناجها ونظرياتها ونتائجها… كما توجها اهتماها من جهة ثانية إلى دراسة الإنسان والاهتمام بقضاياه الأساسية مثل مسألة الوعي والإدراك، ومسألة المصير، والمسائل الأخلاقية والاجتماعية والسياسية…

بعض فلاسفة الفلسفة المعاصرة

  • الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه (1844-1900)
  • الفيلسوف الأمريكي وليام جيمس (1842-1910)
  • الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون (1859-1941)
  • الفيلسوف الألماني مارتن هيدغر (1889-1976)
  • الفيلسوف الفرنسي موريس ميرلوبونتي (1908-1961)
  • الفيلسوف الفرنسي جان بول ساتر (1905-1980)
  • الفيلسوف الإنجليزي برتراند راسل (1972-1970)

الاشتغال على نص برتراند راسل كواحد من فلاسفة الفلسفة المعاصرة

تعريف برتراند راسل

برتراند راسل فيلسوف ورياضي إنجليزي عاش بين سنتي 1872 و1938م، من مؤلفاته نذكر: “حكمة الغرب”، “أسس الرياضيات”، “مشكلات فلسفية”.

مفاهيم النص الأساسية:

  • الفلسفة: في أصلها الاشتقاقي تعني محبة الحكمة، كما يمكن تعريفها أيضا بكونها شكل من أشكال التفكير الإنساني إضافة إلى التفكير العلمي والتفكير الأسطوري… وحسب النص فالفلسفي نوع من المغامرة الاستكشافية التي نقوم بها لذاتها.
  • المعرفة: هي النشاط الفكري والنظري الذي يسعى الإنسان من ورائه إلى وعي ذاته ووعي العالم الخارجي. وبتعبير آخر فهي العملية الفكرية التي يتم من خلالها إدراك الذات العارفة لموضوع المعرفة. وتتعدد أشكال المعرفة، فهناك المعرفة العلمية، وهناك المعرفة الدينية، وهناك المعرفة الفلسفية….
  • العلم: مجموعة معارف وأبحاث على درجة كافية من الوحدة والعمومية، ومن شأنها أن تقود إلى استنتاجات متناسقة، لا تنجم عن الارتجال ولا عن الأذواق، أو اهتمامات فردية تكون مشتركة بينها، بل تنجم عن علاقات موضوعية نكتشفها بالتدرج ونؤكدها بمناهج تحقق محددة.

موضوع النص:

 يعالج النص موضوع الفلسفة والعلم، وبشكل خاص العلاقة بينهما وحدود كل منهما.

سؤال النص:

ما طبيعة العلاقة بين الفلسفة والعلم؟ وما الحدود الفاصلة بينهما؟ وما هي مهمة كل ومنهما؟ وأين تنتهي مهمة كل منهما وتبدأ مهمة الآخر؟

أطروحة النص:

يؤكد برتراند راسل في نصه على أطروحة مضمونها أن الفلسفة تختلف عن العلم، فهي مجرد نشاط فكري تأملي، كما يؤكد أن مهمة الفلسفة تبدأ حين تنتهي مهمة العلم وحين يصل إلى مناطق المجهول ويتجاوزها.

تحليل النص

  • حاول برتراند راسل تحديد مهمة الفلسفة
  • انطلق برتراند راسل في تحديد مهمة الفلسفة من تحديد ما لا يدخل ضمن مهمتها
  • اعتمد راسل حجة المثال، حيث قدم أمثلة عن بعض فروع المعرفة العلمية
  • اعتمد راسل حجة المقارنة، حيث قارن بين الفلسفة والعلم، وهو ما يمكن توضيحه من خلال الجدول التالي:

مهمة الفلسفة

مهمة العلم

  • التفكير التأملي في مناطق المجهول
  • الاستكشاف والاستطلاع
  • التفكير في المشكلات الواقعة على الحدود
  • التفكير في مسائل المنهج
  • معرفة طريقة عمل الآلة
  • معرفة تركيب الجسم البشري وطريقة أدائه لوظائفه
  • معرفة حركة النجوم

  • خلاصة تركيبة:

يتضح لنا بعد تحليلنا لنص الفيلسوف والعالم الرياضي الإنجليزي برتراند راسل، أن الفلسفة المعاصرة اهتمت بقضية أساسية وهي قضية العلم، كما أنها اهتمت بالقضايا المرتبطة بالإنسان. إضافة إلى ذلك، يتضح أن مهمة الفلسفة تختلف عن مهمة العلم، فمهمة الفلسفة تتجلى في التكفير التأملي والاستكشاف والاستطلاع، كما أنها تعالج قضايا يصعب على العلم معالجتها، مثل قضية المصير الإنساني، ومثل قضية المنهج. أما مهمة العلم فتتجلى في تقديم معرفة علمية بخصوص مجموعة من الظواهر الطبيعية والفيزيائية والميكانيكية والفلكية… وتقديم تفسير علمي لها، وكشف حقيقتها. لكن، رغم الاختلاف الحاصل بينهما، إلا أن العلاقة بينهما هي علاقة اتصال، فكل ميادين العلم تبدأ بوصفها استطلاعا فلسفيا، ويمكن هنا أن نستحضر مثال الفيلسوف أرسطو، والذي كان قد عالج مسائل فيزيائية ولكن بشكل تأملي مجرد فقط.

إغلاق