محور العنف والمشروعية – مفهوم العنف

محور العنف والمشروعية – مفهوم العنف
  • المادة: مادة الفلسفة
  • المستوى: الثانية باك
  • المفهوم: مفهوم العنف
  • المحور الثالث: العنف والمشروعية

المحور الثالث العنف والمشروعية

التأطير الإشكالي للمحور:

بخصوص مفهوم العنف، تطرح مجموعة من الإشكالات الفلسفية، من بينها الإشكال المرتبط بمشروعية العنف، وهو إشكال يبحث في مدى مشروعية العنف، وإن كان العنف مشروعا أم أنه يبق غير مشروع.وهنا يمكن أن نتساءل:

هل يمكن الإقرار بمشروعية العنف؟ وبتعبير آخر هو يمكن أن يكون عنف ما عنفا مشروعا أم أن أم أنه لا وجود لعنف مشروع؟ وإن كان العنف مشروعا فمن أي منطلق، هل يجد مشروعيته في ما هو قانوني أم في ما هو أخلاقي أم في غير ذلك؟

تعريف مفهوم العنف ومفهوم المشروعية

مفهوم العنف

العنف لغة مرادف للقسوة والشدة ونقيض للرفق. أما من الناحية الآخلاقية يفالعنف عني كل ضرر يلحق الشخص، سواء كان الشخص قد ألحقه بنفسه أو بغيره أو ألحقه الغير به. أما من الناحية القانونية فيعنى استخدام القوة استخدام  غير مشروع، أي غير مطابق للقانون

مفهوم المشروعية

المشروعية هي الحالة التي تكون فيها الحقوق الإنسانية الأساسية والكونية (الحرية،الحياة،…) وهي المحدد الأول للعلاقات الإجتماعية والسياسية والأساس الذي تقوم عليه القوانين.

تختلف المشروعية عن الشرعية، فما هو شرعي يرادف ما هو مؤسس على القانون. 

موقف ماكس فيبر: المشروعية القانونية للعنف

يرى عالم الاجتماع ماكس فيبر أن هناك ارتباطا بين الدولة والعنف، وأن الدولة يحق لها ممارسة العنف المشروع، أي العنف الذي لا يتنافى مع القانون. كما يرى أن ممارسة الدولة للعنف لا يتناقض مع الطابع العقلاني والقانوني لها. ويستشهد ماكس فيبر بقول أحد السياسيين الروس وهو تروتسكي، والذي قال: “كل دولة تقوم على العنف”، مؤكدا من خلال ذلك على العلاقة الحميمية  القائمة بين الدولة والعنف، وعلى أن العنف شرط أساسي وضروري لاستمرار الدولة، وهو ما يؤكده تاريخ التجمعات السياسية القديمة، وكذلك الدول المعاصرة. لكن ماكس فيبر يؤكد أن الدولة هي التي تحتكر لنفسها استعمال العنف المادي، بمعنى أنها الجهة الوحيدة التي يحق لها ذلك.

موقف المهاتما غاندي: لا مشروعية العنف

على خلاف مجموعة من التصورات التي تدعوا إلى العنف، أو التي تعتبره أمرا مشروعا، نجد رجل السياسة والزعيم الروحي الهندي الماهاتما غاندي يؤكد على ضرورة نبذ العنف ومواجهته. ويرى غاندي أن العنف هو القانون الذي يحكم النوع الحيواني ، أما النوع الإنساني فيحكمه قانون اللاعنف. لكن غاندي في دعوته إلى اللاعنف لا يدعوا إلى التخلي عن الصراع ضد الشر، وإنما مناهضة الشر ولكن بطريقة يغيب فيها العنف والقصاص (مبادلة العنف بالعنف)، أي عن طريق اللاعنف.

ويمكن أن نقدم كمثال عن مواجهة العنف من خلال اللاعنف، مثال العصيان المدني، وهو طريقة في النضال تقوم على فكرة المواجهة من دون عنف، والمثال ما قامت به الهند، حين قاطعت الملح الذي كانت جبايته مصدرا هاما لخزانة السلطات الاستعمارية البريطانية، وكان ذلك بأمر من غاندي كحل لمواجهة الاستعمار.

خلاصة تركيبية.

كخلاصة لما سبق، أن هناك اختلاف بين الفلاسفة والمفكرين بخصوص مدى مشروعية ممارسة العنف، فهناك من أكد على مشروعية ممارسة العنف المادي الذي لا يتناقض مع القانون، وهناك من أكد على مشروعية ممارسة العنف من طرف الطبقة البرولترالية لتتخلص من أغلالها ومن احتكار وسيطرة الطبقة البرجوازية، والحديث هنا عن الموقف الماركسي. بينما نجد أن هناك من انتقد العنف جملة وتفصيلا، معتبرا إياه خاصية من خصائص النوع الحيواني.

إغلاق