الشك الديكارتي من خلال مقال في المنهج (القسم الرابع) ذ: المهدي نيني.

الشك الديكارتي من خلال مقال في المنهج (القسم الرابع) ذ: المهدي نيني.

عناصر الورقة:

  1. تقديم عام:
  2. المحو الأول: الشك عند ديكارت  أسبابه، حدوده.
  3. المحور الثاني: من الشك إلى اليقين، إثبات الحقائق الأبدية.
  4. خلاصة عامة
  5. المصادر والمراجع

تقديم عام.

 يتفق الجميع على أن الفلسفة الحديثة بدأت مع ديكارت، لأن ديكارت أصر على أن يفكر لنفسه أكثر من مجرد قبول ما تعلمه فحسب. معتقدا أنه بإمكانه تأسيس القواعد و الأسس الفلسفية و الرياضية لجميع المعارف البشرية. ” سوف أسلط الضوء على الثروات الحقيقية لأرواحنا عن طريق توضيح الطرق التي بواسطتها نجد بأنفسنا جميع المعارف التي نحتاجها لإدارة تصاريف الحياة و طرق استخدامها  للحصول على المعرفة التي يستطيع أن يستوعبها الذهن البشري”.
 أصبح  ديكارت مقتنعا في فترة مبكرة، بأن الاحتياج العظيم في الفلسفة هو صياغة منهج دقيق و مثمر للبحث، متأثرا بالمناهج المستخدمة في الرياضيات و التي استخدمها علماء الطبيعة على نحو جيد، حيث كان ديكارت بارعا و مرموقا، و مكتشفا للهندسة التحليلية، وقد انتهى بعد ذلك إلى أنه يمكن ابتكار منهج للفلسفة على شاكلة المنهج المستخدم في الهندسة يقودنا إلى بلوغ معارف يقينية لا تخضع للشك.
في هذا الصدد يقول ديكارت: ” إن أرخميدس لم يطلب إلا نقطة ثابتة غير متحركة، ليزحزح الكرة الأرضية…، بحيث أجاد شيئا يقينيا لا يقبل الشك”. و المقصود من ذلك أن ديكارت يسعى إلى بناء منهج جديد يختلف عن المنهج السابق بفضل اعتماده على الأفعال العقلية، إذ من خلال هذه الأفعال يزول الشك الذي نجده في الأفعال الحسية. و لهذا يشير ديكارت إلى أن الفلسفة الصحيحة يجب أن تعتمد على منهج دقيق و صارم، لذا جعل منهجه الجديد قريب من منهج الرياضيات حتى يتصف باليقين و الصدق و تجنب تسرب الشك إلى ما يصل إليه من نتائج.
يعتبر منهجه هذا من بين أهم العوامل التي ساعدت في شهرته و تلقيبه ب: أب الفلسفة الحديثة، حيث أقام منهجا جديدا كان مغايرا لمناهج البحث الفلسفية التقليدية  خاصة المنهج الاستدلالي الأرسطي و المنهج الاستقرائي البيكوني، حيث قام في كتابه مقال في المنهج بجمع قواعده الأربع، البداهة التحليل، التركيب، الإحصاء و المراجعة، لقد كانت صياغة المنهج بالنسبة لديكارت خطوة أولية و أساسية و لم يكن يعتقد أن كل المعلومات التي تلقاها في لا فليش كانت زائفة على الإطلاق، بل كان بعضها زائفا لكنه لم تكن لديه الوسيلة لتمييزها حتى وجد منهجا خاصا به الذي بادر باستخدامه في تأملاته، حيث شرع في الشك في كل شيء يمكن الشك فيه ليكتشف ما هو على يقين منه بصورة مطلقة.
و يشهد تاريخ الفكر الفلسفي أن ديكارت قد قدم إلى عالم الفكر نسقا فلسفيا جديدا، و منهجا رياضيا متكاملا قائما على الوضوح و البداهة و التميز أراد به تغيير مسار الفلسفة مع مطالع العصر الحديث. و عليه فإن الإشكالية التي تناولناها في هذا السياق هي كالتالي:
  • + ما هو الشك عند ديكارت؟ مراحله  أسبابه و حدوده؟ ما الذي جعل ديكارت يشك في جميع الأشياء ما أمكنه الشك؟
  • + إذا كان الشك عند ديكارت هو شك لحظي و مؤقت فما هي الفكرة أو الحقيقة التي سيتوقف عندها الشك؟.

المحور الأول: الشك عند ديكارت، أسبابه، حدوده.

كان ديكارت يعتقد أن هناك طريقة من شأنها أن تنظم البحث الإنساني للمعرفة حتى يصبح أكثر نسقيه، حيث جاء في كتابه مقال في المنهج قواعد لتوجيه العقل، و من هنا حاول ديكارت أن يبين كيف يكون من الممكن اكتشاف المعرفة الحقيقية فقط بإتباع بعض القواعد الرئيسية. و اعتقد ديكارت أن هذه القواعد هي يمكن أن تكون الأساس الذي تنبني عليه أي فلسفة عقلية. و هذه القواعد التي اعتبرها ديكارت أساسا لكل معرفة صحيحة و صادقة هي كالتالي:
  • 1.      لا تقبل إلا ما يتضح أمام عقلك.
  • 2.      قسم المشكلات الكبيرة إلى مشكلات صغيرة
  • 3.      عليك أن تسير من البسيط إلى المركب.
  • 4.      عليك أن تتفحص جيدا كل شيء عند الانتهاء.
ومن القواعد التي كان ديكارت يؤكدها باستمرار هي أن الأفكار الصحيحة يجب أن تكون واضحة و متميزة، بمعنى أن تكون الأفكار أمام العقل بمثل المواد المحسوسة التي نراها بالعين المجردة. ” إنني أقول عن الإدراك أنه متميز إذا لم يكن فقط واضحا بل يسهل تمييزه بدقة عن جميع الإدراكات الأخرى لدرجة عدم احتوائه على أي عنصر واضح”. و يكون لهذا الوضوح معنى عندما نباشر الاشتغال بالهندسة  أو الرياضيات، فنحن نرى الأعداد الحسابية و الأشكال الهندسية في أذهاننا و لا يختلط الواحد منها بالأخر، و إذا تمكنا من الفهم بشكل سليم ما نفعله أو ندركه فإن الرياضيات أو الهندسة تكون صحيحة.
ما المقصود بالفكرة الواضحة؟
إذا طبقنا قاعدة الوضوح هذه على أنواع أخرى من المعرفة سيكون الأمر غامضا ملتبسا و أقل نفعا، فقد تكون لدينا أفكار واضحة و متميزة عن جميع الأنواع من الأشياء مثل أن الأرض مسطحة، وأن الشمس تدور، غير أن ذلك لا يضمن أن نكون على صواب، فالمشكلة المتعلقة بكثير من الحقائق العلمية كثيرا ما تكون مضادة للبديهيات، و هذا معناه أن العلم كثيرا ما يسير عكس الاستنتاجات أو الحدوس المستمدة من الحس المشترك.
في خطاب أرسله إلى  أحد أصدقائه يوضح فيه منهجه الخاص في الشك، كتب ديكارت يقول: “تخيل أن لديك مجموعة من التفاح تريد حفظها في سلة، إن الرجل الحكيم لابد أن يتأكد أن جميع التفاح سليم، إذ لو كانت إحدى التفاحات معطوبة فاسدة، فسوف تفسد في النهاية جميع التفاحات الأخرى. ومن ثم فإن أي تفاحة يكون فيها أدنى شائبة، لابد من استبعادها بلا هوادة على أنها لا تصلح”. و هذا بالضبط ما يفعله الشك الديكارتي، أنه يبعد كل الشوائب عن كل تفكير حتى يصير سليما،”عليك أن تفحص جميع المعارف البشرية لترى ما إذا كان يمكن الشك فيها، فإذا كانت محل ارتياب، بالتالي فاسدة فلابد عندئذ من رفضها بلا رحمة بوصفها معيبة”.
سرعان ما فطن ديكارت أن الشك النسقي  في كل جزء من أجزاء المعرفة عمل يستحيل، فإن عليه مراجعة و تكرار كل التجارب العلمية التي أجريت حتى الآن، و كذلك اختيار جميع الاستنباطات الرياضية التي تمت سابقا، حيث يقول “ولكي أتخلص من هذه المشكلة سألت نفسي من أين تأتي جميع المعارف البشرية؟ و تبينت أنه لا يوجد سوى مصدرين فقط للمعرفة، فهي إما أن تأتي من الحواس أو من العقل”. نعلم جميعا أن معرفتنا بالأشياء المادية تأتي عن طريق الحواس الخمس، بينما معرفة الأمور الرياضية و المنطقية تأتي عن طريق العقل، لكن ديكارت هنا سيختصر الطريق و يتساءل عما إذا كان يمكن الشك في هذه المصادر الأساسية نفسها.
يؤكد ديكارت أنه لا يمكن الثقة في الأعضاء الحسية البشرية كمصادر للمعرفة، فقد نسير مثلا في مستنقع و خلال الضباب نرى رجلا من بعيد، و ننادي عليه دون أن نتلقى جوابا، و يبدو الرجل صامتا و بلا حركة ، و عندما نقترب منه فإنه يتبين لنا أننا تبادلنا حديثا من مسافة بعيدة مع عمود من الحجر، فحواسنا كذبت علينا. ثم تفحص العصا بحاسة اللمس فتجد أنها مستقيمة، و إذا إما أن تكون عينيك أو أصابعك تكذب عليك أو هما معا.و أن تضع عصا في الماء فتبدو مكسورة بمجرد هبوطها في الماء. إنك لا تعرف كيف تحدد أي الحاستين هي الحاسة الصحيحة، إن المعلومات التي تأتينا عن طريق الحواس يمكن الشك فيها، و لذلك يجب استبعادها من سلة التفاح، فليس من الحكمة أن نطمئن إلى من خدعونا و لو لمرة واحدة، و هكذا فإن المعرفة الآتية عن طريق الحواس ستصبح موضع ريبة.
إننا لا نقضي معظم أوقاتنا طويلا في تأمل السراب في الصحراء، أو مصابين بالدور بسبب خداع الحواس. ولو أننا أمسكنا بالقلم في أدينا و نظرنا إلى الصفحة في ضوء النهار، فكيف يمكن لنا في هذه الحالة أن نكون على يقين أن المعلومات التي أتت إلينا عن طريق الحواس صحيحة أو موثوق بها؟. كيف يمكن لنا أن نكون على يقين من أن ما نمسك به هو قلم و ليس شيء أخر؟.
إن حجة ديكارت الثانية ضد شهادة الحواس يطلق عليها في العادة باسم حجة الحلم، يمكن أن تكون في حالة حلم، فتحلم أنك تمسك قلما، و في حقيقة الأمر أنك نائم في فراشك و تحلم أن تمسك قلم، رما لا يخطر بذهنك أن الأمر ليس كذلك، لكن هل يمكن لك أن تثبت أن الأمر ليس كذلك؟. يعتقد ديكارت أنك لا تستطيع أن تثبت ذلك، لأن ليس هناك اختبار واحد واضح يبلغ من المعرفة و الوضوح أن يشير إلى نوع الحالة الذهنية التي تختبرها في وقت معين. بل ليس في استطاعتك أن تبرهن على أنك لا تحلم، و بالتالي فإن التجارب التي تمر منها يمكن الشك فيها، وعليه لابد من حذفها من السلة.
كان أفلاطون منذ ألفين خلت من السنين يعتقد أن المعرفة الوحيدة هي التي تأتينا عن طريق العقل ولا شيء غير ذلك، و بالتالي فإن المعارف التي نصلها بواسطة العقل هي موضع ثقة و استقرار، ” لكني أعتقد أننا نستطيع أن نكون على يقين على الدوام من الرياضيات و الهندسة و المنطق فمثل هذه المعرفة ضرورية و مجردة”.
لكن ديكارت لا يتفق فحتى الرياضيات يمكن الشك فيها، فهو يذكرنا أننا جميعا في العادة نرتكب أخطاء في الرياضيات، فكيف يمكننا أن نعرف أننا لا نقترف أخطاء كل الوقت؟. ” قد نظن أن الرياضيات يمكن أن تنظم نفسها و تختبر ذاتها لكن قد يكون هناك شيطان خفي ماكر يدفعنا  باستمرار إلى الظن بأن الرياضيات صحيحة”. لذلك يعتقد ديكارت أن البشرية ارتكبت أخطاء في الرياضيات على مر التاريخ. و افتراض ديكارت للشيطان الماكر يمثل لحظة الشك الأخيرة التي تعتبر أن طريق العقل هو الأخر يجب أن يكون موضع شك أيضا، و رغم أن أي شخص عاقل لا يمكنه أن يفترض وجود هذا الشيطان، لكنه في نفس الوقت لا يستطيع أن يبرهن على عدم وجوده.
يعترف ديكارت باستمرار أنه يقوم بنوع خاص من اللعبة الفلسفية، و هو مجرد تعليق مؤقت لمعتقداته، و عن طريق تعليق بعض هذه المعتقدات فإنه يتمسك بالفعل ببعضها  الأخر و هي معتقدات أكثر تقدما حول السبب الذي من أجله كان شكه المؤقت ضروريا. و يعني هذا أن الشك عند ديكارت، شك لحظي مؤقت، وليس شك مذهبي جدري يشك من أجل الشك و فقط، بل إن هذا الشك هو شك له غاية واحدة وهي الإمساك بالحقيقة أو اليقين النهائي الذي لا يطاله الشك.
يريد ديكارت أن يقنعنا أن سلة تفاح المعرفة لابد أن تبقى فارغة للحظة قصيرة، فجميع معارفنا قد تكون فاسدة، من حيث المصدر و قد لا تكون كذلك، لكن ليس في استطاعتنا أن نضمن أنها ليست كذلك، فحواسنا قد تكون كاذبة و ربما كنا في حالة حلم، أو أن شيطان ماكرا خفيا لا نراه يحاول الإيقاع بنا، تلك هي النتيجة المتراكمة لجميع الحجج التي هي في النهاية قوية و دامغة. يقول ديكارت: ” لا يمكننا حتى أن نضمن بأن لدينا أجساما، و لكننا لدينا عقول فقط”.
وفي الأخير فإن صاحب مقال في المنهج ليس بفيلسوف شكاكا في حقيقة الأمر، فهناك تفاحة واحدة  خلفها و كان لها الحق في أن تبقى في السلة، و هي تفاحة، “أنا أفكر إذن أنا موجود”. يقول ديكارت: “على حين أنني أستطيع أن أدعي بأنه ليس لدسي جسم و أنه لا يوجد عالم، فإني بالنسبة لكافة الأشياء أن أدعي بأني لست موجودا، فقد أدركت ذلك من مجرد الحقيقة  بأني قد فكرت في الشك في حقيقة الأشياء الأخرى”. هذا معناه أن الشك نوع خاص من التفكير، فالأنا هي التي تفكر، وهي منطلق الشك، و بالتالي لا يجب أن تشك الأنا في نفسها البتة، لا ينبغي أن تشك الأنا في أنها تشك، و عليه فإن ديكارت قد امتلك شيئا لا يجوز الشك فيه فهو محصن من خداع الشيطان الماكر. لقد كان اكتشاف ديكارت للكوجيطو اكتشاف فريد و فذ، لكنه ليس المقصد النهائي لجهود الرجل الفلسفية، لأنه كان أشد طموحا، فقد كان يريد أن يكون على يقين من أمور أكثر من مجرد وعيه الذاتي ، لقد أراد أن يعيد بناء أسس و بنية كافة المعرفة البشرية.

المحور الثاني: من الشك إلى اليقين.

يقول ديكارت على الإنسان أن يشك ما أمكنه الشك في كل الأشياء ولو لمرة واحدة في حياته،  و كان هذا هو الدافع الذي أراد به الوصول إلى اليقين الدائم من خلال الشك المنهجي، و هنا سنعرض خطوات الشك الديكارتي و كيف قاده إلى اليقين الذي سيتوقف عنده الشك ليصبح اليقين بذلك مسلمة من المسلمات.
  •  الشك في الحواس.
يري ديكارت أن كل ما تلقاه و أدركه ووثق به كان عن طريق الحواس، لكنه أدرك أن الحواس خداعة فمن الحكمة أن لا نطمئن لمن خدعونا ولو لمرة واحدة، و المقصود هنا بأن الحواس خداعة، مثلا،(عندما ننظر لكوكب في السماء نراه في حجم الدرهم و هو في الأصل أكبر من حجم الأرض)
·       الشك في الحياة الشعورية.
إننا كثيرا ما ننام و نحلم و نعتقد أننا في الحقيقة، و لكننا نستيقظ و نجد أنفسنا أننا كنا في حلم، فما أدرانا أننا لسنا في حلم الآن؟
  • الشك في العقل.
شك ديكارت في العقل على لسان الشيطان الماكر، فيقول: أن هناك شيطان ماكر يضلله و يجعل عقله يقع في الظنون، فشك ديكارت في المعرفة العقلية (الرياضيات،المنطق).
يمتاز الشك المنهجي عند ديكارت بأنه ليس نهاية العقل الفلسفي، بل هو بحث عن نقطة البداية التي يبدأ الفيلسوف من خلالها رحلة البحث و التقصي، فالشك هو المرحلة الأولى من مراحل التأمل الفلسفي و هي الطريق الملكي نحو اليقين.
  • القين الأول: إثبات وجود نفسه (الذات)، مبدأ الكوجيطو،Ergo Sum)  Dubito Ergo Cogito, Cogito)
الإنسان يشك و مادام أنه يشك فهو يفكر، لأن الشك هو أنواع من أنواع الفكر، و طالما هو يفكر فهو ليس معدوم إذ هو موجود حتما. فاهتدى ديكارت إلى حقيقة أساسية لا سبيل إلى الشك فيها، فلا يمكن للشك أن يطال هذه الحقيقة حتى لو أراد ذلك، وهي اليقين الأول.”أنا أشك إذن أنا أفكر، إذن أنا موجود”.
  • اليقين الثاني: إثبات وجود الله.
الإنسان يشك، إذا فهو كائن ناقص، و مادام يشعر أنه ناقص إلا و له فكرة عن الكمال، فمن الذي أوحى أو أودع له تلك الفكرة في عقله؟. بالطبع إنه الكامل الوحيد هو الذي أودعها، و الإنسان لا يمكن أن يوجد نفسه، لأنه ناقص و الشك من شيم الكائن الناقص. إذا هناك إله كامل هو الذي أوجده و هو الذي أودع في ذهنه فكرة الكمال.
  • اليقين الثالث: إثبات وجود العالم الخارجي.
مادام الله كامل إذن فهو صادق لأن الكذب يتنافى مع الكمال، و مادام الله  قد أوجدنا، إذن فالحياة الشعورية موجودة، و نحن لسنا في حلم لأنه صادق. و بذلك كان فكرة الكمال الإلهي هي التي أدت إلى، إثبات و جود الحياة الشعورية، رفض فكرة الشيطان الماكر، التأكد من وجود الحقائق اليقينية.

خلاصة عامة

أنتجت الحضارة الغربية العديد من التيارات الفكرية و الفلسفية، على اختلاف النزعات و المذاهب خاصة في العصر الحديث، الذي يعد الفترة المثمرة في الفكر الغربي و الذي أعيد فيه بناء العقل، فبدأ عصر العقلانية الحديثة التي أخدت على عاتقها أن تنظر في العقل البشري في نشاطه الفعلي، و كان من نتاج هذه النزعة العقلية الفكر الديكارتي، فالغاية التي كان يصبوا إليها هذا الفكر هو تأسيس الفلسفة على لبنة صلبة، في محاولة منه لإعادة عملية التأسيس، إثر خصامه العنيد مع الأوائل، قائلا: إن القدامى لم ينتشلوا  شيئا عن الشك، ولم ينتجوا ولو حقيقة واحدة ثابتة في تاريخ الفلسفة،  ولذلك قطع ديكارت مع الأوائل و دعى إلى ولادة جديدة ، من هنا كان المطلب الذي حضي بانهمام الرجل هو تعميم عملية الشك التي أفرزت معطى موجبا في تاريخ الفلسفة، لذلك كان من الضروري التعرف على المبادئ الأساسية التي توصل إليها ديكارت و التي رسم من خلالها منهجا جديدا جعله يلتمس درجت اليقين في بناء الحقائق الإلهية و الأبدية، المتعلقة بإثبات جميع الموجودات التي ساعدته في جميع التأملات الميتافيزيقية. وهذا هو المشروع الديكارتي الذي ثمنه المحدثون و انخرطت فيه كل الفلسفات التي أتت بعده باعتبار إن الفلسفة من بعد ديكارت ما هي إلا قراءات في مثن الرجل.

المصادر و المراجع

–        رونيه ديكارت، مقال في المنهج، ترجمة محمود محمد الخضيري.
–        نجيب بلدي، ديكارت.
–        راوية عبد المنعم عباس، ديكارت أو الفلسفة العقلية.
–        ديف روبنسون، كريس جارات، أقدم لك ديكارت، ترجمة عبد الفتاح إمام.
المهدي نيني.

إغلاق