تحليل نص بول ريكور وظائف الإيديولوجيا (الإيديولوجيا والوهم)

تحليل نص بول ريكور وظائف الإيديولوجيا (الإيديولوجيا والوهم)

مجزوءة ما الإنسان – مفهوم الوعي

المحور الثالث: الإيديولوجيا والوهم

تحليل نص بول ريكور: وظائف الإيديولوجيا (الكتاب المدرسي في رحاب الفلسفة)

يدخل النص ضمن الكتابات الفلسفية، إذ يعود للفيلسوف الفرنسي بول ريكور (1913-2005). ويتطرق الفيلسوف في هذا النص إلى وظائف الإيديولوجيا.
 

إشكال النص:

أي علاقة بين كل من الواقع والوعي وبين الإيديولوجيا؟ هل تعمل الإيديولوجيا على تصوير الواقع كما هو أم أنها تعمل على تشويهه وتزيفه؟
 

أطروحة النص:

يؤكد بول ريكور أن الإيديولوجيا تنتج وعيا زائفا عن الواقع، وأنها تتجاوز التزييف إلى التبرير والإدماج.
 

تحليل أطروحة النص:

يقتضي من تحليل الأطروحة تحليلها مفاهيميا لفهم مضمونها وحجاجيا لفهم منطقها.
من الناحية المفاهيمية يتشكل النص عموما والأطروحة خاصة  من عدة مفاهيم لابد من الوقوف عند دلالتها وكشف مضمونها. ولعل أبز تلك المفاهيم ما يلي:
الإيديولوجيا: العملية الفكرية العامة التي بواسطتها تعمل التمثلات الخيالية على تشويه حياة الناس الواقعية، ولا تؤدي الإيديولوجيا وظيفة تشويه الواقع وتزييفه فقط بل تؤدي أيضا وظيفتي التبرير والإدماج، ولذلك لابد من فهم معنى التشويه والتبرير والإدماج
التشويه: أي انتاج صورة معكوسة عن الواقع، أي صورة لا تعكس حقيقته.
التبرير : تبرير  الطبقة المسيطرة لأفكارها أو لوقائع معينة لجعلها مقبولة لدى الأفراد.
الإدماج: أي إدماج الأفراد ضمن بنية من الأفكار و والمعتقدات ذات البعد السياسي أو الديني أو غيرهما
أما من الناحية الحجاجية فيمكن أن نعرض للبناء المنطقي للنص عبر تحديد الآليات الحجاجية التي اعتمدها بول ريكور ليجعل موقفه موقفا مقبولا، ولعل ابرز تلك الآليات تتمثل في:
4    العرض والتفسير: حيث عرض لأطروحته المتمثلة في كون الإيديولوجيا متعددة الوظائف والأدوار، وتفسير ذلك من خلال جرد تلك الوظائف والمتمثلة في: التزييف، التبرير والإدماج.
4  الإستشهاد: حيث استشهد بقول كارل ماركس، وذلك ليشرح  ويوضح الوظيفة التزييفية للإيديولوجيا.
4 الإستعارة: حيث استعان بول ريكور بالاستعارة التي اعتمدها ماركس وهي استعارة “العلبة السوداء”، وذلك ليوضح دور الإيديولوجيا المتمثل في القلب، أي خلق صورة مقلوبة عن الواقع.
4 المثال: حيث قد بول ريكور السلطة الكليانية بما هي سلطة مطلقة، كمثال للسلطة السياسية التي تعتمد الإيديولوجيا من أجل تبرير الوضع الإجتماعي أو الإسياسي أو غيرهما. كما قدم تخليد الجماعات البشرية لاحتفالاتها وذكرياتها الأساسية كمثال على الوظيفة الإدماجية للإيديولوجيا.
 

خلاصة الموقف

بعد تحليلنا للنص، يتبين لنا أن موقف بول ريكور يتمثل في كون الإديولوجيا تؤدي ثلاث وظائف، حيث تقوم أولا بالتزييف أي خلق وعي مزيف ومقلوب عن الواقع، وتقوم ثانيا بتبرير الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية والسياسية… وتبرير أفكار الطبقة المسيطرة، وتقوم أخيرا بالإدماج: أي إدماج الأفراد في فكر ما، أو واقع معين. ويؤكد بول ريكور أن الوظيفين الثانية والثالث أهم مقارنة بالوظيفة الأولى نظرا لما يحدثانه من تأثير.

 

إغلاق