درس العقلانية العلمية

درس العقلانية العلمية
  1. التأطير الإشكالي
  2. موقف ألبرت أينشتاين – العقلانية الخلاقة
  3. موقف هانز رايشنباخ – الموقف الاختباري
  4. موقف غاستون باشلار – العقلانية المطبقة
  5. خلاثة تركيبية

التأطير الإشكالي لدرس العقلانية العلمية:

مما لا شك فيه أن للعقل دور محوري في العلم، وفي بناء المعرفة العلمية، وفي صياغة نظريات علمية تهدف إلى تقديم تفسيرات عامة عن الطبيعة وعن ظواهرا وعن القوانين التي تحكمها. إلا أن أهمية وحدود العقل في العلم ليست بالبسيطة والواضحة دائما، وخاصة حين يطرح إشكال الأولوية والأسبقية بين العقل والتجربة، وبين البناء العقلي والنظري والواقع التجريبي، لذلك كان من اللازم تسليط الضوء على دور وأهمية وحدود العقل في العلم، من خلال تسليط الضوء على مفهوم العقلانية العلمية. من هنا يحق لنا أن نتساءل:
أي دور للعقل في العلم؟ هل يتخذ العقل دور المبادرة والأولوية في بناء المعرفة العلمية وفي صياغة النظريات العلمية، أم أن المبادرة والأولوية تبقى للتجربة وللاختبار التجريبي؟ وهل يمكن للعقل أن يبني معرفة علمية دونما حاجة إلى التجربة وإلى الاختبار التجريبي؟ ألا يمكن القول أن بناء المعرفة العلمية لا يتحقق إلا من خلال الحوار الجدلي بين مبادئ العقل ومعطيات الواقع؟

موقف العقلانية الخلاقة : موقف ألبرت آينشتاين

انتقد العالم الفيزيائي ألبرت أينشتاين أنصار النزعات الاختبارية، الذين اعتبروا التجربة منطلق ونهاية معارفنا حول الواقع، معتبرا هذا القول ضربا في دور وأهمية العقل في العلم. وعلى خلاف التجريبين يؤكد ألبرت أينشتاين أن العقل هو صاحب المبادرة والريادة في بناء المعرفة العلمية، فالعقل قادر على بناء معرفة علمية بظواهر الطبيعة من خلال الاستنباط المنطقي.
ويظهر انتصار ألبرت أينشتاين للعقل في انتصاره للرياضيات، فهو يؤكد أن الرياضيات تمنحنا مفتاح فهم الطبيعة. كما يؤكد أن المبدأ الخلاق في العلم لا يوجد في التجربة وإنما في العقل. ومنه نستنتج أن عقلانية أينشتاين عقلانية مبدعة، عقلانية تؤمن بقدرة العقل على فك ألغاز الطبيعة، وعلى صياغة نظريات علمية لا يمكن للتجربة أن تصوغها.
هكذا يتضح لنا أن الأولوية والأسبقية في العلم، تبقى لصالح العقل الرياضي، وللتأطيرات النظرية، أما التجربة فيجب أن تطابق نتائج النظرية
أهمية الموقف
يجد موقف ألبرت أينشتاين أهميته في التحولات الجذرية التي طالت العلم مع مطلع القرن العشرين. فالعلم في هذه اللحظة، لم يعد يتعامل مع ظواهر بسيطة، يمكن إخضاعها للتجربة، وإنما مع ظواهر ذات الطابع الميكروسكوبي يصعب ملاحظتها بالعين المجردة، ومع ظواهر ماكروفيزيائية يصعب التجريب عليها مثل الظواهر الفلكية.
للإغناء: يقول روني طوم:

“إن التجريب وحده عاجز عن اكتشاف سبب أو أسباب ظاهرة ما… ولا يمكن له لكي يكون علميا وذا مغزى أن يستغني عن التفكير”

لكن ألا يمكن أن يؤدي إغفال التجربة والواقع التجريبي إلى إنتاج معرفة مثالية متعالية عن الواقع المادي؟

إغلاق