تقديم مجزوءة المعرفة – مفهوم النظرية والتجربة

المادة مادة الفلسفة – السنة الثانية من سلك الباكالوريا – المجزوءة الثانية مجزوءة المعرفة

المجزوءة الثانية: مجزوءة المعرفة

• تقديم مجزوءة المعرفة

على خلاف الموجودات غير العاقلة، فالإنسان لا يكتفي بالعيش في العالم كمعطى طبيعي، بل يحاول معرفته وفهمه وتحليله وكشف القوانين التي تحكمه وتحكم ظواهره، وما المعرفة العلمية إلا تتويجا لسعي الإنسان لفهم العالم الطبيعي وكشف حقيقته. وتستمد المعرفة العلمية قوتها وأهميتها من حيث قدرتها على تجميع الملاحظات والاستنتاجات والنتائج على شكل نظريات علمية. ولابد من الإشارة إلى المعرفة العلمية لا تخص عالم الطبيعة وظواهره، بل تخص أيضا الإنسان وظواهر، في إطار ما يسمى بالعلوم الإنسانية.

وسواء كان الموضوع هو الطبيعة أو الإنسان، فتبقى الغاية واحدة وهي الحقيقة. فالحقيقة تبقى غاية كل بحث ودراسة سواء كان عمليا أو نظريا، وسواء كان موضوعه الطبيعة أو الإنسان.

مفاهيم ودروس مجزوءة المعرفة

1. مفهوم النظرية والتجربة
2. مفهوم مسألة العلمية في العلوم الإنسانية (خاص بشعبة الآداب والعلوم الإنسانية)
3. مفهوم الحقيقة

المفهوم الأول: مفهوم النظرية والتجربة

• تقديم مفهوم النظرية والتجربة

إن المعرفة العلمية ليست تجميعا لملاحظات متناثرة، ولا تركيبا لأفكار واستنتاجات غير منتظمة. فالعلماء يحرصون دوما، على تنظيم ملاحظاتهم واستنتاجاتهم وتجاربهم عن طريق إنشاء ما يسمى بالنظريات. ويقصد بالنظرية “نسق من المبادئ والقوانين ينظم معرفتنا بمجالات خاصة، ويتضمن هذا النسق بناء منطقيا له مكوناته ويخضع لنظام فرضي استنباطي، يسمح للعالم بالانتقال من عنصر إلى آخر وفق تراتب صارم”. وتختلف النظرية العلمية عن النظرية الفلسفية في كون الأولى ذات محتوى تجريبي عكس الثانية. غير أن هذا التحديد ليس بسيطا، بل يضعنا أمام سلسلة من المفارقات والإشكالات، ترتبط بطبيعة البناء النظري وأساسه وعلاقته بالواقع والتجربة، كما ترتبط بمعايير علمية النظرية العلمية.

فهل ينبغي اختزال النظرية في محتواها التجريبي أم يتعين اعتبارها بناء عقليا خالصا؟ وهل يمكن بناء المعرفة العلمية من خلال التجربة الخام أم من خلال التجريب؟ وما هو دور العقل في المعرفة العلمية وفي بناء النظريات العلمية؟ وما هو المعيار الذي يمكن من خلاله التمييز بين النظريات العلمية وغيرها من النظريات؟

محاور ودروس مفهوم النظرية والتجربة

1. المحور الأول: محور التجربة والتجريب
2. المحور الثاني: العقلانية العلمية
3. المحور الثالث: معايير علمية النظريات العلمية