فلسفة التربية لدى أوليڤيي روبول: قراءة في الفصل الأول من كتابه «فلسفة التربية»

فلسفة التربية لدى أوليڤيي روبول: قراءة في الفصل الأول من كتابه «فلسفة التربية»

من هو أوليڤيي روبول ؟.

*يعتبر أوليڤيي روبول Olivier Reboul (1925-1992) فيلسوف فرنسي معاصر أولى إهتماما خاصا بالتربية ، مضيفا إليها باقي إهتماماته الأخرى ، سواء تعلق الأمر بالبلاغة و تحليل الخطاب (اللغة) والإتيقا والأخلاق ، كما تأثر بفلسفة آلان التي كان متخصصا فيها ، حيث نشر أول أعماله حولها سنة 1968 على شكل جزأين ، وهي بالمناسبة أطروحة دكتوراه ، الجزء الأول عنونه ب :

*L’homme et ses passions d’après Alain 1: La passion .

*أما الجزء الثاني فعنونه ب :

*L’homme et ses passions d’après Alain 2 : La sagesse .

هذا الأخير (أقصد آلان Alain) خصص له إثني عشر عاما من حياته وتجدر الإشارة إلى أن آلان Alain هو مجرد إسم مستعار ل إيميل أوغست شارتييه Émile Auguste Chartier (1868-1951) لمن لا يعرفه وهو أيضاً من فلاسفة فرنسا المعاصرين ، إشتهر بمذهبه العقلاني ودفاعه المطلق عن هذا المذهب العقلاني بل وعن الحرية المطلقة ومحاربته لكل رقابة خارجية وسلطة مكرهة ، يمكن إعتباره ليبرالي ، لذلك نلحظ أن روبول تأثر كثيراً بالفيلسوف آلان الذي إشتغل عليه في الدكتوراه ، كيف لا يتأثر به وهو خصص له فترة ليست بالهينة من حياته ، إثني عشر سنة !! ليست بالسهلة ، وبالخصوص تأثره بنزعة آلان الإنسانية ، كما تأثر بفلاسفة آخرين مثل كانط ، ونيتشه ، ومنطيني Montaigne ، إضافة إلى ذلك إهتم روبول أيضاً بالفلسفة الأنجلو-ساكسونية أو الأنجلو-أمريكية التي يمثلها تيار الفلسفة التحليلية أو ما يسمى بالتحليل المنطقي للخطاب من خلال تحليل الجمل والكلمات وأنماط الخطاب وإحالتها إلى دلالتها ومرجعها ، متسائلا في كل مرة ب ما الذي تقصده بالضبط عندما تقول هذا الكلام ؟ أو هذه العبارة ؟ بمعنى يركز على مساقات الكلام ومقاصد الخطاب وسياقاته ، هذا التحليل يؤدي إلى وضوح كبير وصرامة في اللغة ، هذا التحليل بالضبط هو الذي تميز به أوليڤيي روبول ، سنكتشف ذلك أثناء عرض أفكاره وتشريح نظامه النسقي الفكري والمعرفي ، زد على ذلك إهتمامه بالبلاغة والخطابة والحجاج ، لكن ما يهمنا حالياً وهو موضوع بحثنا المجال التربوي والتعليمي ، بالمناسبة سبق وأن عمل أوليڤيي روبول مدرسا لفلسفة التربية بجامعة ستراسبورغ بفرنسا ، وله مجموعة من الأعمال نذكر منها مالها علاقة بموضوع بحثنا دائماً وهي :

*1- La philosophie de l’éducation (1971) .

*2- L’endoctrinement (1977) .

*3- Qu’est-ce qu’apprendre ? Pour une philosophie de l’enseignement (1980) .

4- Le langage de l’éducation , Analyse du discours pédagogique (1984) .

5- Les Valeurs de l’éducation (1992) .

6- La Rhétorique et Introduction à la rhétorique : théorie et pratique .

هذان الأخيران عبارة عن كتابين الأول حول الخطابة والثاني حول مدخل إلى الخطابة : النظرية والتطبيق ، هناك من سيقول ما دخل الخطابة هنا في التربية ، أجيب بالعكس النظام الخطابي والبلاغي لدى أوليڤيي روبول له علاقة وطيدة بالتربية ولا يمكن فهم أعماله التربوية دون معرفة نظامه الخطابي ، دليلنا على ذلك له كتاب في لغة التربية: تحليل الخطاب البيداغوجي وسبق أن قلت أن فيلسوفنا له منهج تحليلي منطقي للخطاب لذلك من الضروري معرفة نظامه الخطابي كما أنه يعتبر من المؤسسين للخطابة الجديدة المعاصرة .

أما من بين مؤلفاته التي تمت ترجمتها إلى اللغة العربية نجد :

أوليڤيه ربول ، فلسفة التربية ، منشورات عويدات ، زدني علما ZIDNI ILMAN.

أليڤيي روبول ، فلسفة التربية ، ترجمة عبد الكبير معروفي مراجعة عبد الجليل ناظم ، دار توبقال للنشر .

أوليفيي روبول ، مدخل إلى الخطابة ، ترجمة رضوان العصبة مراجعة د حسان الباهي ، افريقيا الشرق .

ملاحظة بسيطة جداً نجد أن كتاب فلسفة التربية تم ترجمته لمرتين الأولى بواسطة منشورات عويدات ، والثانية بواسطة عبد الكبير معروفي مراجعة عبد الجليل ناظم ، كل هاته الترجمات باللغة العربية كانت جد موفقة بإختلاف بسيط جداً هو الدقة والتقنية ، لكن دائماً ما ننصح بالعودة إلى النصوص باللغة الأصلية .

على أي كانت هذه مقدمة تعريفية (ملاحظات تعريفية بمتن الفيلسوف) جد مقتضبة ، علما أننا إكتفينا هنا بالتوجه نحو مؤلفاته التربوية وإكتفينا بها ، أوليڤيي روبول فيلسوف غريز الإنتاج فقد كتب في جميع الحقول والإهتمامات الأخرى (الخطابة والبلاغة واللغة وكانط ونيتشه وآلان) بمعنى أنه كتب في جميع إهتماماته إلا أننا حصرنا كتابته في التربية ، ومن هذه المؤلفات حاولنا إستكشاف تصوره حول التربية بشكل مركب وشمولي ، قصد الإجابة عن مجموعة من الإشكالات المطروحة في فلسفة التربية المعاصرة ويمكن إختزال هذه الإشكالات التي تعرفها التربية ، والتي إختلط فيها القديم بالحديث والمعاصر من خلال التعرف على :

مدخل تقديمي إلى فلسفة التربية من خلال تاريخ الفلسفة .

ثم ما هي التربية ؟ (إشكالية التعريف) .

ما هي المؤسسة ؟ أو المؤسسات التربوية (العائلة والمدرسة والجامعة) .

ما هي البيداغوجيا وتناقضاتها ؟ .

ما هي السلطة وأشكالها ؟ من خلال النقاش حول سلطة التربية ، إضافة إلى التربية والديمقراطية (أية علاقة ؟)

الصرامة والتربية أو الصرامة في التربية (أية علاقة؟).

أخيراً القيم والتربية (أية علاقة ؟) أو القيم في التربية

كل هذه الإشكالات المطروحة أعلاه سنحاول الإجابة عليها من خلال تقديم تصور شمولي ومركب لأوليڤيي روبول منها ، هذه الإشكاليات التي تعتبر الأعقد في تاريخ فلسفة التربية .

*بعد أن قمنا بملاحظات تعريفية (ورقة تعريفية وتقديم للفيلسوف أوليڤيي روبول) ، أقصد التعريف بأعماله الفلسفية في التربية ، نمر مباشرة للإجابة عن السؤال الأول الذي قلنا أنه سيكون مدخلا تمهيديا لفلسفة التربية ، وتمت صياغته كالشكل الآتي : ماذا نقصد بفلسفة التربية ؟ أو كيف أصبحت التربية مدخلا للفلسفة وموضوعا للتفكير الفلسفي ؟ لذلك عنون أولييڤيي روبول كتابه (La philosophie de l’éducation )، أخص بالذكر الفصل الأول منه ب : Introduction à la philosophie de l’éducation (1)أو مدخل إلى فلسفة التربية كما قلنا يجيب فيه بالقول إن فلسفة التربية ليست مجموعة من المعارف حول التربية ، ولكنها تضع موضع سؤال وتساؤل ومراجعة (فحص وتمحيص ونقد) كل ما نعرفه أو نعتقد أننا نعرفه حول التربية ، يشبه هذه الممارسة بالسخرية السقراطية L’ironie socratique (2) ، لكن كيف يتميز هذا السؤال ؟ يجيب هو سؤال شمولي totale حول التربية ، ذلك أن التربية هي فعل يتميز به الإنسان ، يقول كانط : “الإنسان لا يصبح إنسانا إلا من خلال التربية” (3) ، أضف إلى ذلك أنه سؤال راديكالي Radicale (4)، بمعنى عميق وجذري فإن كان السؤال العادي واليومي يطرح على شكل : «كم الساعة الآن ؟» يطرح الفيلسوف سؤال : «ما هو الزمن ؟» «Qu’est-ce que le temps ?» (5) إذن الفلسفة كمحبة للحكمة لا تبحث عن إنتاج أي معرفة ولا تبحث عن الوسائل الأكيدة والأكثر فعالية لتكوين أية معرفة ممكنة أو محتملة حول التربية ، بل تتساءل عن غايات التربية Les fins de l’éducation (6) ، من يمارس فلسفة التربية؟ هل هي حكر على المتخصصين ؟ بمعنى آخر ، كل شخص يمارس هذه الفلسفة عندما يتساءل عن غايات التربية ، خاصة عندما يتساءل رجل التعليم ويفكر في معنى مشروعه التعليمي ، خاصة عندما يتساءل عن لماذا ؟ ولأجل ماذا يقوم بعمله ؟ ما الفائدة من القيام بعمله ؟ حينئذ نكون أمام فلسفة المتخصصين ، نفس الشيء الواحد عندما تتساءل عن ما هو الأساس والمنهج أو ما المنهج المعتمد ؟ الحقيقة توجد في تاريخ الفلسفة La réalité, c’est-a-dir ici l’histoire de la philosophie (7) ، في الحقيقة لا وجود لمنهج وحيد ولا يمكن أن يوجد ، فلكل فلسفة منهج خاص بها ، يلائمها ويناسبها أو على الأقل أخدت من منهج سابقاتها وقامت بتعديله حتى يكون مناسبا لها وهذا يدل على إختيار منهج فلسفي ملائم لها (8) .

*1-تاريخ الفلسفة :

كما هو معروف لا يمكننا أن نمارس الفلسفة إلا من خلال تاريخ الفلسفة حسب هيغل ، ذلك من خلال إكتشاف أن مشاكلنا الراهنة سبق طرحها وإيجاد حلول مناسبة لها مشروعة إلى حد ما ، وتعطي على الأقل بنية لنقاشنا ، إن التاريخ يكشف لكل منا ما يفكر فيه بطريقة غامضة وأحيانا متناقضة إن ما يميزه هو أنه يطرح المشكلات والعودة بالأسئلة الملموسة إلى تفكير متعدد القرون لإنارة الأجيال ووضعها في المكان المناسب ، من كبار الفلاسفة القدماء الذين طرحوا مشكلة التربية نجد : أفلاطون و أرسطو و الرواقيون Les stoïciens و أوغسطين و توماس الأكويني و إيراسموس Èrasme و هوبز وجون لوك وداڤيد هيوم وهيلفيتيوس Helvétius و روسو و وكانط و فيشته Fichte و هيغل ونيتشه … (9) ، حيث شكلت التربية الموضوع المركزي في فكرهم en ont fait un thème central de leur pensée (10) ، مجمل القول إن تاريخ الفلسفة بالنسبة للفيلسوف مثله مثل الكتب المقدسة لمعلم اللاهوت ، فهو الأساس الذي يرتكز عليه تفكيره ، من أجل تعلم التفكير أو التفلسف ، «On n’apprend pa la philosophie, disait kant , on n’apprend qu’à philosopher » أي «نحن لا نتعلم الفلسفة ، حسب كانط ، نحن نتعلم التفلسف» (11).

*2- التفكير حول العلوم :

توجد الآن علوم التربية ، لكن لا يمكن لفيلسوف التربية أن يتجاهلها ، خاصة فيلسوف اللغة (اللساني) ، حيث لاحظ أن علوم التربية عبارة عن علوم مطبقة على التربية Les sciences théoriques appliquées à l’éducation نتحدث عن : الإثنولوجيا Èthnologie و السوسيولوجيا Sociologie و السيكولوجيا Psychologie و السوسيو-لسانيات Socio-liguistique و الإقصاد Économie وتاريخ التربية Histoire de l’éducation (12) ، يمكن أن نطلب من هذه العلوم أن تحترم شرطين أساسين هو أن يكون من يمارسها متخصصا بالفعل réellement spécialistes في علومها الخاصة (يقصد علوم التربية) ، ومؤرخا فعلاً ، عالم إقتصاد فعلاً ، ويجب أن يتعاون دائماً مع الآخرين بين هذه العلوم المتعددة (دعوته هنا إلى تكامل هذه العلوم بعضها مع البعض) وبالإقدام دائماً على المجازفة بتغيير وجهة نظره كي لا يسقط في فخ الدغمائية المختزلة ، إن بقي كل واحد مقتصرا على تخصصه الخاص .

*ثانياً هناك علوم نوعية تمخضت عن المشاكل المطروحة من طرف التربية ذاتها ، تركز على كيفية تقويم وتقييم التعليم ؟ كيف نسير العلاقات مع التلاميذ والمعلمين ؟ كيف نقوم بحركات رياضية مقننة ؟ كل هذا يطرح في مجال الديداكتيك Didactique ، و La docimologie علم التقييم والإمتحان ، و La psycopédagogie السيكو-بيداغوجيا رغم حداثته ، وعلوم الأنشطة البدنية (الجسمية) والرياضية Les sciences des activitès physiques ، لا يمكن أن نطلب من علوم التربية الصرامة والموضوعية كتلك الموجودة في العلوم الدقيقة ، لأنها لا تكتسي طابع العلمية والموضوعية إلا بشرطين حتى تقوم بتفسير أو على الأقل تؤول الأفعال التربوية ، ثم تقوم بالتحقق أو على الأقل تفحص وتبرهن على الفرضيات المفسرة الموضوعة سلفا Q’uelles vérifient , ou du moins argumentent leurs hypothèses explicatives (13)  .

*3- التحليل المنطقي L’analyse logique :

هذا المنهج هو المفضل كثيراً عند الأنجلو-سكسونية Les Anglo-Saxons أو الأنجلو-أمريكية ، لأنه يركز كثيراً على اللغة المتداولة الطبيعية من أجل إستنتاج قواعد منها ، مثلاً ماذا نقصد عندما نتحدث عن Enseigner ؟ يبدأ شيفلر Scheffler بمقابلة هذا الفعل مع مرادفاته الظاهرة ، يبين ذلك أن له ثلاثة معاني إنطلاقا من مجالاته الخاصة ، ذلك من خلال علم أن Enseigner que ، وعلم كذا Enseigner à ، وعلم لماذا Enseigner pour qoui  .

*4- L’argument a contrario الإستدلال بالضد :

يمكن تأسيس القيم إنطلاقا من عدم المطالبة بإضفاء الطابع التربوي على الغرض منها خلافا للرأي السائد ولما يريد الجميع ، لذلك تتجلى حدود الإستدلال بالضد في أنه يعتمد على الإجماع ، هذا الإجماع ينتج عن المجتمع والثقافة لكن ليس هناك ما يدل على أنه عام فهناك مجتمعات تفضل فيها الإمتثالية على الروح النقدية L’esprit critique والإبداع الشخصي وبها لا تجوز المساواة بالفعل L’égalité ، تكشف لنا هذه الطريقة عما نفكر فيه ولكن بدون أن نعطيه مبررا .

*5- الجدل La dialecique :

إن المنهج التحليلي يمتاز بالتحليل المنطقي للأفكار والعبارات ، لكنه يفتقد إلى التركيب Les méthodes précédentes sont excellentes pour l’analyse , mais elle ignorent la synthése ، وهذا ما نجده في المنهج الجدلي ، ينطلق الجدل في معناه الهيجلي هنا -من خلال تعارض النظريات والفرضيات des oppositions de théories التي لا يخلو منها ميدان التربية ، نجد تعارضا قائما بين الإكراه أو الضرورة والحرية ، بين الجهد والمصلحة ، بين محتويات البيداغوجيا ومضامينها ، للإشارة سيخصص روبول هنا في كتابه فلسفة التربية الفصل الرابع بعنوان البيداغوجيا وتناقضاتها سيتطرق فيه لهذه المسألة جيداً ، تناقض كذلك بين الثقافة العامة ، وخصوصية المجتمع ، بين الطفل كهدف وإندماجه الإجتماعي كهدف آخر ، من هنا يتبين أن كل فرضية تستدعي نقيضها نظراً لنقصها والتعارض لا يمكن تجاوزه إلى عن طريق التركيب الذي يدمج ما لكل فرضية من عامل إيجابي ، وبالتالي يبدوا أن الجدل دائماً مثالي la dialecique est idéaliste، عكس الماركسيين على الأقل في ميدان التربية ، لأن التناقضات بالفعل موجودة ، لكن التركيب la synthése ليس كذلك ، لأنه يوتوبي L’utopie ، لكن اليوتوبيا ليست شيئاً ، إنها تعني جزء واقعي la partie du réel ، ما دامت تحتج وتساهم في تغيير الأمور (14) ، كخاتمة لهذا الفصل الأول يرى روبول أن كل هذه المناهج الخمس لها طابع وثوقي ، لا سيما عندما نتحدث عن البرهنة démonstration في العلوم الدقيقة ، الفلسفة ليست علما دقيقا وصارما C’est que la philosophie n’est pas une science exactes ، هنا نجد روبول ضد هوسرل الذي كتب كتابا بعنوان «الفلسفة علما صارما» ، ويعمم أن الفلسفة ليست علما على الإطلاق ni même une science ! إن غرضها الأساسي والذي أعلن عنه منذ بداية الفصل هو طرح الأسئلة والإشكالات الأساسية ومقاربة أجوبة مفترضة أو محتملة يجب دائماً إعادة النظر فيها ومراجعتها ، هذه المناهج هي التي تسمح لها بتجنب الدوغمائية Ces méthodes leurs permettent tout au moins d’éviter le dogmatisme autant que l’arbitraire (15) ، يركز كثيراً روبول على هذه المسألة فغرض الفلسفة عنده هو نقد الدوغمائية والوثوقية العمياء والإعتقاد بأننا تحصلنا على جواب نهائي وثوقي لسؤال إشكالي معين ، بل مهمة الفلسفة عنده ليست إيجاد إجابات يقينية شافية لمشكل معين نرتكن له ونسلم به ، بل العكس دور الفلسفة عبر تاريخها طرح المشكلات ، إنها إبداع وإنتاج للإشكال ومقاربة جميع الأجوبة الممكنة وعرضها للنقد والفحص والتمحيص ومساءلتها من جديد من أجل بيان حدودها ، بل وعدم إيجابتها على المشكلة وهذا ما سنقف عنده في الفصل الثاني الذي عنونه بسؤال إشكالي مهم جداً وهو : ما هي التربية ؟ Qu’est-ce que l’éducation ? .

*BIBLIOGRAPHIE :

*.1- Olivier Reboul, LA PHILOSOPHIE DE L’ÉDUCATION ,Dépôt légal 1 re édition : 1989 , presses Universitaire de France 1989 ,11 e édition : 2016 , juin , Éditions CHAARAOUI , 2017 .

*هذا هو المصدر الوحيد المعتمد من الصفحة 3 إلى الصفحة 15 .

سيرة ذاتية مختصرة: محمد فراح ، طالب في المدرسة العليا للأساتذة بالرباط ، مسلك الإجازة في التربية تخصص التعليم الثانوي التأهيلي -الفلسفة ، السنة الثالثة.

محمد فراح

طالب في المدرسة العليا للأساتذة بالرباط ، سلك الإجازة في التربية تخصص التعليم الثانوي التأهيلي -الفلسفة

إغلاق