محور الشخص والهوية: أنشطة وتمارين

محور الشخص والهوية: أنشطة وتمارين
  • المفهوم الأول: مفهوم الشخص 

  • المحور الأول: الشخص والهوية

  • أنشطة وتمارين

  • إعداد: ذ. محمد المغراوي

أولا: الوضعية المشكلة:

أتأمل الوضعية التالية وأحدد موضوعها والتساؤلات والإشكالات التي تطرحها موظفا مفهوم الشخص:

بينما أقلب صفحات ألبوم صوري الشخصية، وأتأمل صوري وأنا في لحظات حياتي الطفولية، أثار انتباهي التغير الذي حدث، فقد تغيرت بنيتي الجسمية، وتغيرت طريقة تفكيري، وأيضا مشاعري وأفكاري… لقد تغيرت بشكل ملحوظ، ومن منا لا يتغير ! لكن رغم هذا التغير لازلت أنا هو أنا، أشعر أنني أنا الذي كنت طفلا، وأنا الآن شاب يافع، وأنا الذي سأصبح يوما شيخا لا يقوى على الحركة. إنه لأمر ملفت للانتباه، أنني أنا هو أنا. لكن هل أنا هو أنا حقا؟ وإن كنت كذلك، ما الذي يجعلني أنا هو أنا رغم تغير الأمكنة والأزمنة؟ ماذا لو أصبت بالزهايمر أو الجنون، فهل سأستطيع القول أنني أنا هو أنا؟

 

ثانيا: تحليل نص جون لوك

اقرأ النص جيدا وأجب عن الأسئلة أسفله:

لكي نهتدي إلى ما يكون الهوية الشخصية لابد لنا أن نتبين ما تحتمله كلمة الشخص من معنى، فالشخص فيما أعتقد، كائن مفكر عاقل قادر على التعقل والتأمل، وعلى الرجوع إلى ذاته باعتبار أنها مطابقة لنفسها، وأنها هي نفس الشيء الذي يفكر في أزمنة وأمكنة مختلفة، ووسيلته الوحيدة لبلوغ ذلك هو الشعور الذي يكون لديه عن أفعاله الخاصة، وهذا الشعور لا يقبل الانفصال عن الفكر، بل هو فيما يبدو لي، ضروري وأساسي تماما بالنسبة للفكر، مادام لا يمكن لأي كائن بشري، كيفما كان أن يدرك إدراكا فكريا دون أن يشعر أنه يدرك إدراكا فكريا.

عندما نعرف أننا نسمع أو نشم أو نتذوق أو نحس بشيء ما أو نتأمله أو نريده ، فإنما نعرف ذلك في حال حدوثه لنا ، إن هذه المعرفة نصا حب على نحو دائم إحساساتنا وإدراكاتنا الراهنة، وبها يكون كل واحد منا هو نفسه بالنسبة إلى ذاته، وفي هذه الحالة لا تأخذ في الاعتبار ما إذا كانت الذات نفسها تبقى مستمرة في الجوهر نفسه أو في جواهر متنوعة ، إذ لما كان الشعور يقترن بالفكر على نحو دائم ، وكان هذا هو ما يجعل كل واحد هو نفسه ، ويتميز به من ثم عن كل كائن مفكر آخر ، فإن ذلك هو وحده ما يكون الهوية الشخصية أو ما يجعل كائنا عاقلا يبقى دائما هو هو ، وبقدر ما يمتد ذلك الشعور بعبدا ليصل إلى الأفعال والأفكار الماضية ، بقدر ما تمتد هوية ذلك الشخص وتتسع ، فالذات الحالية هي نفس الذات التي كانت حينئذ ، وذلك الفعل الماضي إنما صدر عن الذات نفسها التي تدركه في الحاضر.

  جون لوك ، مقالة في الفهم البشري ، الكتاب II فصل 27، فقرة 9 ترجمه إلى الفرنسية كوسط، ونشره إميليان نايرت، فران، 1994 ص: 264-265.

1 –  فهم وتأطير النص..

  • من يكون صاحب النص: اللحظة التاريخية من لحظات تاريخ الفلسفة التي ينتمي إليها، مذهبه الفلسفي مع تعريفه، بعض أقواله ومؤلفاته المشهورة؟
  • أحدد الألفاظ والعبارات الصعبة من أجل شرحها.
  • اختر ثلاث عبارات أو جمل وقم بشرحها أو إعادة صياغتها من أجل تحديد موضوع النص وإشكاله
  • حدد موضوع النص
  • حدد إشكال النص

2 – ثانيا: تحليل النص

  • حدد أطروحته
  • حدد المفاهيم الأساسية للأطروحة خاصة وللنص عموما وقم بشرحها
  • حدد الحجاج والأفكار التي يمكن أن تشرح الأطروحة وتدعمها
  • قم بصياغة استنتاج عام حول النص

3 –  مناقشة النص

  • حدد قيمة الموقف من خلال الوقوف عند أهمية الذاكرة والوعي في تحدد هوية الشخص
  • أنطلق من النصين التاليين وأناقش موقف جون لوك إما عبر تدعيمه أو دحضه أو تبيان أوجه الاتفاق والاختلاف.

النص الأول:

ولكن أي شيء أنا إذن ؟ أنا « شيء مفكر». وما الشيء المفكر؟ إنه شيء يشك، ويفهم ويتصور، يثبت وينفي، ويريد ويتخيل ويحس أيضا، حقا إنه ليس بالأمر اليسير أن تكون هذه كلها من خصائص طبيعتي، ولكن لم لا تكون من خصائصها؟ ألست أنا ذلك الشخص نفسه الذي يشك الآن في كل شيء على التقريب، وهو مع ذلك يفهم بعض الأشياء ويتصورها ويؤكد أنها وحدها صحيحة، وينكر سائر ما عداها، ويريد أن يعرف غيرها، ويأبى أن يخدع ويتصور أشياء كثيرة على الرغم منه أحيانا ويحس منها الكثير أيضا بواسطة أعضاء الجسم؟ فهل هنالك من ذلك كله شيء لا يعادل في صحته  اليقين بأني موجود، حتى لو كنت نائما دائما وكان من منحني الوجود يبذل كل ما في وسعه من مهارة لإضلالي؟ وهل هنالك أيضا صفة من هذه الصفات يمكن تمييزها عن فكري أو يمكن القول بأنها منفصلة عني؟ فبديهي كل البداهة أنني أنا الذي أشك وأنا الذي أفهم وأنا الذي أرغب، ولا حاجة إلى شيء لزيادة الإيضاح. ومن المحقق كذلك أن لدي القدرة على التخيل: لأنه على الرغم من أن من الممكن -كما افترضت فيما سبق- أنه لا شيء مما أتخيل بحقيقي، فإن هذه القدرة على التخيل لا (…) تنفك أن تكون جزءا من فكري، وأنا أخيرا الشخص عينه الذي يحس أي الذي يدرك أشياء معينة بواسطة الحواس (…)

من هنا بدأت أعرف أي شيء أنا، بقدر من الوضوح والتميز يزيد عما كنت أعرف من قبل . »

ديكارت «التأملات»، التأمل الثاني ترجمة عثمان أمين، مكتبة الأنكلو مصرية طبعة الثانية 1974، ص. 96-103 .

 

النص الثاني:

على ماذا تتوقف هوية الشخص؟ ليس على مادة جسمه، فإن هذه تتجمد في بضعة أعوام، وليس على صورة هذا الجسم، لأنه يتغير في مجموعه وفي أجزائه المختلفة، اللهم إلا في تعبير النظرة، ذلك أنه بفضل النظرة نستطيع أن نتعرف شخصا ولو مرت سنوات عديدة…

وباختصار فإنه رغم كل التحولات التي يحملها الزمن إلى الإنسان، يبقى فيه شيء لا يتغير، بحيث نستطيع بعد مضي زمن طويل جدا أن نتعرف عليه، وأن نجده على حاله، وهذا ما نلاحظه أيضا على أنفسنا. فقد نشيخ ونهرم، ولكننا نشعر في أعماقنا أننا مازلنا كما كنا في شبابنا، بل حتى في طفولتنا.

هذا العنصر الثابت الذي يبقى دائما في هوية مع نفسه دون أن يشيخ أو يهرم أبدا، هو عينه نواة وجودنا الذي ليس في الزمان. وقد يرى الناس عامة أن هوية الشخص تتوقف على هوية الشعور، فإذا كان نعني بهذا الذكرى المترابطة لمسار حياتنا، فإنها لا تكفي لتفسير الأخرى (أي هوية الشخص)، وليس من شك أننا ما نعرفه عن حياتنا الماضية قليل. فالحوادث الرئيسية… محفورة في الذاكرة، أما الباقي فيبتلعها النسيان، وكلما هرمنا توالت الحوادث في حياتنا دون أن تخلف وراءها أثرا.

ويستطيع تقد السن أو المرض… أن يحرمنا كلية من الذاكرة، ومع ذلك فإن هوية الشخص لا يفقدها هذا الاختفاء المستمر للتذكر. إنها تتوقف على الإرادة التي تظل في هوية مع نفسها، وعلى الطبع الثابت الذي تمثله .

آرثور شوبنهاور، العالم بوصفه إرادة وتمثل، ترجمة بوردو، م.ج.ف، 1966، ص943

4 – تركيب واستنتاج

قم بصياغة خلاصة تركيبية تتحدث فيها عن هوية الشخص وكيف أنها تشكل موضوعا إشكاليا بامتياز، وأيضا ما أفرزه الاشتغال عليها من تصورات ومواقف مع الوقوف عند مواطن الاتفاق والاختلاف بين المواقف والتصورات.

إغلاق