منهجية تحليل سؤال إشكالي مفتوح / سؤال فلسفي

منهجية تحليل سؤال إشكالي مفتوح / سؤال فلسفي

منهجية تحليل سؤال إشكالي مفتوح

لابد من الإشارة أولا إلى أن منهجية تحليل السؤال الإشكالي المفتوح لا تختلف عن منهجية تحليل النص الفلسفي وعن منهجية تحليل القولة الفلسفية، من حيث ضرورة الالتزام بالخطوات أو اللحظات العامة، والتي هي:

  • لحظة الفهم أو القدرة على الفهم: والتي يبرز فيها التلميذ قدرته على فهم الموضوع وفهم الإشكال
  • لحظة التحليل أو القدرة على التحليل: والتي يبرز فيها التلميذ قدرته على التحليل
  • لحظة المناقشة أو القدرة على المناقشة: والتي يبرز فيها التلميذ قدرته على المناقشة
  • لحظة التركيب أو القدرة على التركيب: والتي يبرز فيها التلميذ قدرته على التركيب

لكن منهجية تحليل السؤال الإشكالي المفتوح تختلف من حيث العناصر المنهجية لكل لحظة من تلك اللحظات. وهذا الجدول يوضح المطلوب بخصوص تحليل السؤال الإشكالي المفتوح:

منهجية تحليل سؤال اشكالي مفتوح

الفهم الطرح الإشكالي للموضوع من خلال:

·        إدراك مجال السؤال وموضوعه

·        إبراز عناصر المفارقة أو التقابل،

·        صياغة الإشكال وأسئلته الأساسية الموجهة للتحليل والمناقشة

4 نقط
التحليل تحليل عناصر الإشكال وأسئلته الأساسية

توظيف المعرفة الفلسفية الملائمة لمعالجة الإشكال:

·        استحضار مفاهيم مرتبطة بالإشكال والإشتغال عليها،

·        البناء الحجاجي للمضامين الفلسفية

5نقط
المناقشة ·        مناقشة الأطروحة  أو الأطروحات التي يفترضها السؤال

·        طرح إمكانات أخرى للتفكير في الإشكال

5 نقط
التركيب ·        استخلاص نتائج التحليل والمناقشة

·        إمكان تقديم رأي شخصي مدعم

 

3 نقط
الجوانب الشكلية تماسك العرض وسلامة اللغة ووضوح الخط. 3 نقط

شرح منهجية تحليل السؤال الإشكالي المفتوح

بخصوص لحظة الفهم:

عموما فالمطلوب هو صياغة (وليس نقل أو حفظ) تقديم عام للموضوع، وليكون التقديم كاملا ومتكاملا لابد من الوقوف عند الموضوع العام للسؤال الإشكالي أي المجزوءة والمفهوم ، والوقوف عند الموضوع الذي يعالجه السؤال مع شرحه وتحديد المفارقة أو التقابل الذي يتضمنه (الموضوع قد يكون مثلا هو الشخص بين الضرورة والحرية أو إمكانية معرفة الغير…). وبعد هذا التمهيد وبعد تحديد الموضوع ننتهي بطرح تساؤلات وإشكالات  من بينها السؤال الفلسفي الذي نحن بصدد الاشتغال عليه

ملاحظة: يجب أن يكون التقديم مترابط العناصر وأن نتجنب التقديمات التي لا تعبر عن مجهوداتنا وعن طريقة كتابتنا الخاصة، فكما تعلمنا الفلسفة فالإنسان ذات مستقلة في تفكيرها وسلوكها، وبالتالي لا يعقل أن أقوم باعتماد تقديمات الآخرين…

ملاحظة ثانية: الاختلاف الاساسي بين تقديم النص الفلسفي وتقديم القولة الفلسفية من جهة، وتقديم السؤال الفلسفي من جهة، هو أن هذا الأخير يتطلب مني تحديد عناصر المفارقة أو التقابل.

بخصوص لحظة التحليل

إذا كان تحليل النص الفلسفي أو القولة الفلسفية يتطلب مني تحديد الأطروحة أولا وتحليلها بعد ذلك، فالسؤال الإشكالي المفتوح يتطلب من أن أقوم أولا بتحليل السؤال، ولتحليله لابد من تعريف مفاهيمه وتحديد مضمونه وما يبحث فيه ويسأل عنه.

بعد تحليل السؤال من حيث بنيته ومضمونه أقوم بعد ذلك بالإجابة عن السؤال الإشكالي من خلال تحديد أطروحة أو موقف ما أراه صائبا (مع ضرورة الانتباه إلى صيغة السؤال). بعد تحديد أطروحة ما كإجابة عن الإشكال، أقوم بشرحها وتدعيمها من خلال ما يلي:

  • استحضار موقف ما (سواء كان فلسفيا أو علميا…)
  • استحضار أمثلة: يمكن أن تكون واقعية أو تاريخية أو علمية أو متخيلة
  • استحضار أقوال واستشهادات

…….

بخصوص لحظة المناقشة

لحظة المناقشة يمكن أن نقسمها لشقين: شق أول خاص بمساءلة منطلقات ونتائج التحليل، وشق ثان خاص بالانفتاح ومناقشة الإشكال الفلسفي من زوايا أخرى ووفق تصورات أخرى مغايرة ومختلفة عن السابقة.

بخصوص مساءلة المنطلقات والنتائج يمكن شرحها عبر ما يلي:

إذا كنت في التحليل قد انطلقت من كون الذات مفكرة، ومن كون العقل يتضمن أفكار فطرية تمكن الذات من وعي ذاتها، وخلصت إلى أن الذات ليست في حاجة إلى وجود الغير لوعي ذاتها. فيمكن في المناقشة أن أشير إلى العقل لا يتضمن أفكارا فطرية، وبالتالي سأصل إلى أن الذات لا تستطيع وعي ذاتها بذاتها وهنا تبرز الحاجة إلى الغير. وهذا الجدول يوضح الأمر 

المنطلقات النتائج
التحليل الذات ذات عاقلة

الذات ذات مفكرة

العقل يضمن أفكارا فطرية

الذات تستطيع إدراك ذاتها بذاتها

الذات ليست في حاجة إلى الغير لكي تدرك ذاتها

المناقشة العقل لا يتضمن أفكارا فطرية

العقل صفحة بيضاء

الذات لا تستطيع إدراك ذاتها بذاتها

الذات لا تستطيع إدراك ذاتها بذاتها

الذات في حاجة إلى الغير لتدرك ذاتها

 

أما بخصوص طرح إمكانات أخرى للتفكير في الإشكال، فيمكن شرح ذلك عبر ما يلي:

أشرت مثلا في التحليل إلا أن وجود الغير ليس ضروريا لتدرك الذات ذاتها، واشرت في بداية المناقشة أن وجود الغير ضروري لتدرك الذات ذاتها. يمكن أن أشير بعد ذلك إلى أن الذات تحتاج الغير لتحقق اعترافها بذاتها، كما يمكن أن أوضح كيف أن وجود الغير تهديد للأنا، ويمكن ان أوضح كيف أن وجود الغير يفقد الذات هويتها وعفويتها… شريطة الارتباط بالموضوع الرئيسي والذي هو هنا “وجود الغير”.

بخصوص لحظة التركيب

ما يجب أن أقوم به لحظة التركيب، أثناء تحليل ومناقشة السؤال الإشكالي المفتوح، هو تركيب معطيات التحليل والمناقشة، وهنا يمكن أن نجيب عن السؤال التالي: ما الذي توصلت إليها بعد التحليل والمناقشة؟ لكن من الأفضل ألا أكتفي بالتركيب، حيث يفضل صياغات استنتاجات وخلاصات، بالوقوف عند أهمية التفكير الفلسفي في الإشكال،  وكشف المختلف فيه واللامختلف فيه. ويتوجب علينا في الأخير أن نقدم رأينا الشخصي المدعم.

إغلاق