تقديم وتأطير مفهوم الشخص

  • المادة: مادة الفلسفة
  • الفئة المستهدفة: الثانية باكالوريا
  • المجزوءة الأولى: مجزوءة الوضع البشري
  • المفهوم الأول: مفهوم الشخص

1 – مفارقات مفهوم الشخص

يحيل اصطلاح الشخص لدى المعجمين العرب القدامى إلى كل جسم له ارتفاع وظهور، فنقول ” رجل شخيص ” أي ظاهر للعيان. وعلى النقيض من ذلك يفيد نفس المصطلح في القواميس اللاتينية”Persona”القناع الذي كان الممثلون يحملونه في التراجيديا اليونانية. وهنا يعرف إبيكتيت الشخص بالدور الذي على الفرد أن يلعبه والذي لم يختره وإنما اختاره له الآخر. الشيء الذي يعني أن هذا المصطلح يفيد التقنع والإبتعاد عن الواقع والإخفاء. في ذات الوقت يحيل في ميدان الحقوق والقانون والقيم إلى الشخص المعنوي” Personne Morale “أي إلى الفرد من حيث اتصافه بصفات تمكنه من المشاركة العقلية والوجدانية في العلاقات الإنسانية. ومن شروط الشخص المعنوي أن يعي ذاته، وأن يكون قادرا على التمييز بين الخير والشر. قادرا على القيام بأفعال معقولة ومقبولة من طرف الناس. بمعنى لديه حقوق ووجبات. وبناء على هذا الاعتبار رفض الفلاسفة اليونان إلصاق صفة الشخص على العبد لأنه محروم من حقوقه المدنية.

إجمالا، علينا الإقرار بأن كلا من البعد الأخلاقي والحقوقي يشكلان سمات جوهرية لدى الشخص، على اعتبار كونه ذات واعية وحرة تتميز بالإرادة الكافية لتقبل أو رفض القيم الأخلاقية المحلية أو الكونية المحيطة بها. بمعنى الشخص، في هذا السياق، هو المواطن الكامل المواطنة، الذي يتمتع بحقوق كاملة أمام القانون (حق التصويت والترشح في الانتخابات، حق توقيع عقد، حق تكوين شركة) وملتزم بعدة واجبات.

2 – تساؤلات 

بأي معنى يمكن اعتبار مفهوم الشخص مفهوما انفلاتيا يصعب تحديده بدقة؟ هل نعرف الشخص أو الأنا من خلال شكل الفرد الجسدي وصورته الجمالية؟ أم من خلال أنشطته العقلية ومستوى ذكائه؟ أم علينا اعتبار الشخص أو الأنا مفهوما مجردا لا يمكن تحويله إلى موضوع؟ وما أوجه العلاقة بين مفهومي الشخص والهوية الذاتية؟ وأية قيمة يمكن إضفاؤها على الشخص وذلك بوصفه تعبيرا عن ذات أخلاقية وحقوقية؟ وما حدود حرية الشخص؟ أي ما طبيعة المعوقات والإكراهات التي تحول دون أن يحقق الشخص حريته على شكل مشروع؟
المصدر: مقتطف من ورقة من إعداد  وإنجاز: الفريق التربوي لمادة الفلسفة – تحت إشراف المنسق الجهوي للمادة (2007-2008) (الرابط من هنا)

إغلاق