اسبينوزا ووحدة الوجود – حمزة كدة

اسبينوزا ووحدة الوجود – حمزة كدة

“إذا أراد المرء أن يتفلسف فعليه أن يكون اسبينوزيا” هيجل

حمزة كدة – المدرسة العليا للأساتذة – الرباط

محاور المقالة

  1. تمهيد
  2. ظروف نشأة الفلسفة الحديثة
  3. ديكارتية اسبينوزا
  4. اسبينوزا، حياته ومتنه الفلسفي
  5. الإتيقا
  6. تجليات وحدة الوجود عند اسبينوزا
  7. خاتمة

1 – تمهيد

      في محاولة منا لتبيان مسار الفلسفة الاسبينوزية وجرد أهم ما جاء داخل فحواها من أفكار وإقرارات فلسفية أنطولوجية، وشروحات ميتافيزيقية تمس الذات الإلهية والنفس والجسد وغير ذلك، فضلا عن المميزات وملامح الوحدة المطلقة أو وحدة الوجود في فلسفة اسبينوزا من خلال كتابه “الإتيقا”، نقدم لكم في هذه المادة المعرفية الماثلة أمامكم، جزءا متواضعا من مجهودنا ومعارفنا -التي تشكلت اتكالا على مقروئنا الشخصي- تجاه ملامح الديكارتية عامة، وديكارتية -فلسفة اسبينوزا- اسبينوزا خاصة. وذلك ارتكانا على الرؤية الثاقبة التي رسمت لنا سواء -أثناء قراءة بعض كتب تاريخ الفلسفة، التي نظرت للفلسفة الاسبينوزية- أو أثناء قراءة -كتاب “الإتيقا” لفيلسوفنا المحنك اسبينوزا-.
إذ سنحاول في هذه المادة المعرفية أولا وقبل كل شيء، مقاربة المطلع والظروف التي كانت وراء بروز الفلسفة الحديثة، ثم البراديغمات الفلسفية الكبرى -الاتجاهات الفلسفية- التي ميزت هذه المحطة الفلسفية.
وسنحاول كذلك تقصي بعض ملامح الديكارتية بدءاً من ديكارت وصولا إلى اسبينوزا. ثم حياكة لبوس “وحدة الوجود في الفلسفة الاسبينوزية من خلال كتابه الإتيقا-، ومحاكمة/مقاربة الآراء والكتابات الذائعة حولها.
– فماهي الظروف التي أدت إلى بروز فلسفة حديثة تخلت -إن صح القول- عن الفلسفات السابقة منها اليونانية والسكولائية -اليهودية والإسلامية- وبدأت من طاولة جديدة؟
– ماهي التيارات الفكرية التي عرفتها هذه المحطة الفلسفية؟
– إلى أي حد يمكن اعتبار اسبينوزا ديكارتياً؟
– ماهي الظروف التي عاش فيها اسبينوزا؟
– من خلال كتابه “الإتيقا” كيف نظر اسبينوزا لوحدة الوجود؟ أو بمعنى آخر ماهي الملامح التي تتميز بها الوحدة المطلقة الاسبينوزية؟

2 – ظروف نشأة الفلسفة الحديثة

      استنادا على نفر غير ذليل من الفلاسفة والباحثين في تاريخ الفلسفة، وعلى كتب غير هينة في تأريخ الفلسفة، تبدعت وانبلجت لنا نظرة شمولية عن الظروف والشروط السحيقة الذائعة حول بروز الفلسفة الحديثة. مما يعني أنها لم تظهر هكذا عبثاً، وإنما هناك ظروف أسستها ومهدت لها البساط لخلقها.
      إن محاكات تاريخ الفلسفة من خلال الكتابات التي ذهبت إلى ذلك، تُقر بالأهمية الكبيرة والأساسية لمحطة الفلسفة الحديثة في تاريخ الفكر الفلسفي الغربي تحديدا والإنساني عموما، وتعد هذه المحطة، محطة فلسفية طويلة، إذ امتدت من نهاية عصر النهضة -حينما صدر كتاب “مقال في المنهج (1637)- إلى موت شيلنج (1854). ولا شك أن العوامل التي أدت إلى بروز الفلسفة الحديثة، ساهمت وبشكل غير هين في بناء نمط التفكير وفحوى هذه المحطة الفلسفية. ومن أبرز هذه العوامل نجد “عصر النهضة” الذي شكل محطة فاصلة بين العصور الوسطى والحديثة، والذي يعد الإرهاص الأول لظهور هذه الفلسفة. ومن العوامل المساهمة كذلك في مطلع هذه الفلسفة، القطيعة الابيستمولوجية التي وقعت آنذاك، ثم ظهور المطبعة، وظهور البروتستانتية الرافضة، وما صاحبها من تغيرات.
      تقر مواقف غير هينة، أن أصعب مرحلة في الولادة هي الحديثة، لكونها لم تعتمد على الفلسفة الكلاسيكية ولا على الفكر السكولائي، بل قطعت مع سلطات الكنيسة وأسست نمطا للتفكير مستقلا عن هذا وذاك، ومؤسسا على العقل بذاته ولذاته. فقد رفض رجالها ذلك التسليم الأعمى والانقياد المطلق الذي اشتهر به المدرسيون، ودعوا إلى شيء من الشك والريبة، ثم فصلوا الدين عن الفلسفة كي يتسنى لهم أن يبحثوا في طلاقة وأن يفكروا في جرأة وحرية.
      زبدة القول، إن ما يميز هذه الفلسفة، هو أنها أسست لنمط جديد من التفكير الفلسفي النقدي، بحيث تم الفصل بين النظر الفلسفي النقدي والتفكير اللاهوتي، ثم تأسيس التفكير الفلسفي العقلاني على نتائج العالم الطبيعي، وعلى مبدأ الذاتية. لقد تميزت هذه المحطة الفلسفية عن باقي المحطات، لكونها وضعت حداً “للدراسات اليونانية التي قضت الإنسانية تسعة قرون أو يزيد مشيدة بذكرها ومرددة إياها”، عن طريق البراديغمات -التيارات الفكرية- الفلسفية الكبرى الذي ظهرت، والتي تتحدد في ثلاثة اتجاهات (الاتجاه العقلاني -مع ديكارت واسبينوزا وليبتز وباسكال ومال برانش-، ثم الاتجاه التجريبي -مع جون لوك وهيوم وبيركلي-، إضافة إلى الاتجاه المثالي -مع كانت، وهيغل، وشيلنج-).

ديكارتية اسبينوزا

      يذهب نفر غير هين من المفكرين، -من بينهم الدكتور محمد الشيكر- إلى اعتبار “أن اسبينوزا كان ديكارتيا أكثر من ديكارت”، بمعنى أنه ذهب بالديكارتية إلى أقصى حدودها أبعد من ديكارت ومال برانش وليبتز. إذ أن ديكارت مجد العقل، بحيث بدأ من طاولة جديدة وشك في كل شيء ولم يعتمد على أي فلسفة، فضلا عن وضعه قواعد المنهج بعيدا عن التفكير الديني.
بيد أنه لم يذهب بالديكارتية إلى أقصى حدودها حتى قيل إن عقلانية ديكارت هي عقلانية -مظهرية لا جوهرية- ليفعل ذلك فيما بعد اسبينوزا الذي ذهب بالديكارتية إلى أبعد الحدود، وفتح المنطق الديكارتي على أوسع أبوابه، لأنه لم يحد نفسه بضوابط وقواعد وحدود، حتى قيل إن عقلانية اسبينوزا هي عقلانية مطلقة. إن القول بأن اسبينوزا هو ديكارتي، لا يعني أنه تبنى تفكير ديكارت أو مذهبه، بل فقط ينتمي إلى الأفق الفلسفي العام الذي فتحه ديكارت.

4 – اسبينوزا، حياته ومتنه الفلسفي

      ولد اسبينوزا عام (1632-1677) بين عائلة يهودية في أمستردام بهولندا، وربي على التعاليم الموسوية. كانت عائلته تنتظر منه أن يصبح رجل دين، لأنه قرأ الكتب المقدسة وشروحها، ووقف على قصص الأنبياء ومؤلفات كبار مفكري اليهود في القرون الوسطى، أمثال: موسى بن ميمون.. ثم فيما بعد شرع في دراسة “ديكارت”، فكانت الديكارتية أداة في تشكيل فلسفته، إضافة إلى قراءته لرجال عصر النهضة ك “برونو”، وبعض الفلاسفة المدرسيين (القديس توماس – أوغسطينوس)، ثم كبار فلاسفة اليونان (ديمقريطس – سقراط – أفلاطون – أرسطو)، فأثرت كل هذه الدراسات والفلسفات في فكر اسبينوزا الذي حاول تفسير تعاليم التوراة تفسيرا عقليا.
      الفكر اليهودي -كما يذهب واشتر إلى ذلك- والفكر الرشدي -كما يؤكد كوزان ذلك- ثم الديكارتية -كما يؤكد سيسه ذلك- كل هذه المصادر كان لها اليد البيضاء في انبلاج وتبدع متن اسبينوزا الفلسفي، مع أفضليه “الديكارتية” على باقي المصادر، لكونها مكنته من منهج جديد -أي المنهج الحق- بلغة برانش فيج.

5 – الإيتيقا:

      لعل أهم كتاب حاك لبوس الفلسفة الاسبينوزية وبين مشاربها ومناهلها، هو “الإتيقا” أو “علم الأخلاق” الذي لم ينشر إلا بعد وفاته، لمادته المعرفية الفلسفية الدسمة، وإقراراته تجاه المواضيع الميتافيزيقية، وبالوحدة المطلقة أو وحدة الوجود.
      لقد أسس اسبينوزا كتابه هذا ارتكانا على المنهج الهندسي الرياضي، -مما جعله يذهب بالديكارتية إلى أبعد حدودها-، وعلى هذا النحو يحلوا لنا استحضار من مقدمة كتاب “علم الأخلاق” لسبينوزا في ترجمة “جلال الدين سعيد” القول التالي: “لقد اصطنع اسبينوزا في كتابه منهج الرياضيين في الهندسة وأسرف في اصطناع هذا المنهج، حتى جاء كتابه أشبه بكتب علماء الهندسة منه بكتب الفلاسفة، لما تضمنه من تعريفات وبديهيات ومصادرات وقضايا وبراهين وحواشي وما إلى ذلك، مما يصطنعه علماء الهندسة في كتبهم ورسائلهم”.
وقد تشكل هذا الكتاب، من خمسة أبواب:
الباب الأول: في الله.
  • الباب الثاني: في طبيعة النفس وأصلها.
  • الباب الثالث: في أصل الانفعالات وطبيعتها.
  • الباب الرابع: في عبودية الإنسان أو في قوى الانفعالات).
  • الباب الخامس: في قوة العقل أو في حرية الإنسان.

 

      إذ استهل مطلع كتابه هذا بمقالة عن الإله، مناقشا فيها تصوره حول الله، وهذا ما أعطى ميزة خاصة لكتابه هذا، كونه كتبه بطريقة ذكية جدا، حاول من خلالها وضع أرضية تؤسس ميتافيزيقا الأخلاق قبل الغوص في علم الأخلاق. وقد افتتحه بتعريفات حول الذات الإلهية، من قبيل التعريف الأول الذي قال فيه: “هو علة ذاته، أي ما تنطوي ماهيته على وجوده، وبعبارة أخرى ما لا يمكن لطبيعته أن تتصور إلا موجود”. ثم التعريف السادس الذي قال فيه: “أعني بالله كائنا لا متناهيا إطلاقا، أي جوهرا يتألف من عدد لا محدود من الصفات تعبر كل واحدة منها عن ماهيته أولية لا متناهية”. كما أنه شرح ذلك، بأن “لا متناهيا إطلاقا، لا يعني في ذاته فحسب، بل لا متناهيا إطلاقا، كي لا ننفي عنه عددا لا محدودا من الصفات”. بمعنى أن الله حسب اسبينوزا هو سببا لذاته وأنه لا متناه مطلق وأنه مكون من عدد لا متناه من الصفات، فهو الجوهر الوحيد وهو سبب لا متناه مطلقا ويحتوي على عدد لا متناه من الصفات، والإنسان يعرف صفتين فقط وهما (الفكر/الامتداد).
بعدها ذكر بعض البديهيات، من قبيل “كل ما يوجد إنما يوجد في ذاته أو في شيء آخر” ثم “إن ما يتعذر تصوره بشيء آخر، لابد من تصوره بذاته”. ثم بعد هذا عزز كل هذه التعريفات والبديهيات بعدة قضايا وكل قضية مرفقة بالبرهان.
      اتكالا على هذه المقالة التي حاكت الله كموضوعا لها، تبدعت لنا رؤية ثاقبة -تجاه الفلسفة الاسبينوزية وفكرته حول الذات الإلهية- تقر على أن اسبينوزا ميز بين الجوهر والصفات والأحوال.
 فالجوهر: هو ما لا يحتاج إلى غيره كي يوجد -أي هو علة ذاته-
أما الصفات: فهي الجوهر كما ينكشف للمعرفة.
بينما الأحوال: هي ما يطرأ على الجوهر، أي ما نراه في العالم من تغيرات.
      لقد حاك لنا اسبينوزا فكرة مهمة تجاه “نظرتنا للعالم”، إذ أقر على أن العالم إذا نظرنا إليه من ناحية العقل وجدناه عبارة عن قوانين صارمة حتمية، أما إذا نظرنا إليه من ناحية الامتداد وجدناه عبارة عن عالم مادي، بمعنى أن الوجود من زاوية العقل كأنه وجودا رياضيا، بينما الوجود من زاوية الامتداد كأنه وجودا مادياً، بمعنى آخر وراء الأحوال والصفات جوهر ثابت هو الله أو الطبيعة، فإذا انطلقنا من الكثرة سنصل إلى الوحدة -من الأحوال والصفات إلى الله/الطبيعة- والعكس صحيح -من الله/الطبيعة إلى الأحوال والصفات.
وكما ذكرنا سابقا، أن اسبينوزا لم يتبنى فكر ومذهب ديكارت بل تبنى فقط الأفق الفلسفي الديكارتي العام، وهذا ما يظهر جليا في كتابه هذا خصوصا في المقالة الأولى (في الله)، حيث قال اسبينوزا بوحدة الجوهر أو وحدة الوجود. فإذا كان ديكارت قد قال بالجوهرية والثنائية، أي أن الكون مكون من ثنائية المادة/الجسم + الروح/العقل، فإن هذه الثنائية الديكارتية أضحت مع اسبينوزا واحدية، أي أن العقل والمادة سيصبحان شيئا واحدا بل كل الثنائيات حتى.
إذن فكيف وصل اسبينوزا إلى وحدة الوجود -أي القول بأن كل شيء واحد- وماهي أبرز ملامحها؟

6 – تجليات وحدة الوجود عند اسبينوزا

      لقد وحد اسبينوزا بين العقل والمادة عكس ديكارت، أي أنه نفى العلية الخارجية، لأن القول بالعلة الخارجية معناه أن هناك جوهرين مختلفين مستقلين وهو ما يرفضها اسبينوزا.
      وحدة الوجود كما ذهب إلى ذلك نفر غير هين من الفلاسفة قبل اسبينوزا كالرواقيين والمتصوفة، تقر بأن الله هو الطبيعة والطبيعة هي الله، بمعنى أنه إذا نظرنا إلى الله من جهة الامتداد فهو الطبيعة، والطبيعة هي الله إذا نظرنا إليها من جهة الفكر، فالله ليس مفارقا للطبيعة بل هما شيئا واحدا في الواقع. ومن أبرز الملامح التي ميزت الوحدة المطلقة أو وحدة الوجود عند اسبينوزا، حينما ميز بين الطبيعة في كليتها والطبيعة في جزئيها، حيث استخدم مفهوم “الطبيعة الطابعة” (الله) والطبيعة المطبوعة، الأولى يعنى بها الطبيعة في حالة اكتمال، فهي علة ذاتها لا شيء يخرج عنها ولا يتحكم فيها شيء من خارجها، بينما الثانية فيعنى بها، الطبيعة في حالة صيرورة، فهي المكونات الجزئية الموجودة في العالم التي تعكس صفات الجوهر الشاملة. وعلى هذا المنوال يقول اسبينوزا في القضية (11): “الله، أعني جوهرا يتألف من عدد لا محدود من الصفات المعبرة كل واحدة عن ماهية أزلية ولا متناهية واجب الوجود” ويقول كذلك في القضية (15): “كل ما يوجد إنما يوجد في الله، ولا يمكن لأي شيء أن يوجد أو يتصور بدون الله”. وإضافة إلى هذا الملمح الآنف الذكر، الذي يميز وحدة الوجود عند اسبينوزا، ألغى اسبينوزا كما سبق وذكرنا كل الثنائيات المعروفة لأنه ليس هناك إلا شيء واحد ولا مجال للمفارقة أو التعالي.
      لقد تحدث العديد من الفلاسفة عن اسبينوزا وفلسفته، حيث قال عنه هيغل: “إذا أراد المرء أن يتفلسف فعليه أن يكون اسبينوزيا”، كما قال عنه نتشه: “إن اسبينوزا يجري في عروقي”. كما أن دراسات عديدة لدولوز “بينت أن كتاب “الإتيقا” قد أسس أنطولوجيا أصيلة وخلاقة، تجاوزت التصورات اللاهوتية، بل تجاوزت التصورات الميتافيزيقية كالفلسفة الديكارتية” (جاء في كتاب دروس في الفلسفة لإبراهيم مذكور ويوسف كرم).
كل هذا وذاك يبين قوة النسق الاسبينوزي الفلسفي، وخصالة فكرة الله عنده ووحدة الوجود التي تبناها فطورها.

7 – خاتمة

      صفوة القول، إن اسبينوزا ذهب بوحدة الوجود إلى أبعد الحدود، -ربما إلى حقيقتها المادية-، فأضحى سافرا معه أن الله هو الطبيعة، والعقل هو الجسم، والفكرة هي الموضوع، والكون كله جوهرا واحدا لا متناه يملك صفات كثيرة ندرك منها الفكر والامتداد فقط. إذ يصبح مسموحا لنا القول معه، أن أوامر الله هي قوانين الطبيعة وقوانين الطبيعة هي أوامر الله؛ الطبيعة هي الله، والله هو الطبيعة.

المراجع

  • كتاب “علم الأخلاق” – باروخ اسبينوزا، ترجمة، جلال الدين سعيد، مراجعة د. جورج كتورة، المنظمة العربية للترجمة، بدعم من مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، توزيع: مركز دراسات الوحدة العربية.
  •  كتاب “دروس في الفلسفة” – يوسف كرم وإبراهيم مذكور، عالم الأدب للترجمة والنشر.

إغلاق