تحليل نص غاستون باشلار الرأي والحقيقة – مفهوم الحقيقة

تحليل نص غاستون باشلار الرأي والحقيقة – مفهوم الحقيقة

مفهوم الحقيقة

الحقيقة والرأي

تحليل نص غاستون باشلار

معاينة النص

تعريف غاستون باشلار

غاستون باشلار فيلسوف وإبستمولوجي فرنسي معاصر، عاش بين سنة 1884 وسنة 1962م. اهتم باشلار بالإبستمولوجيا، وخاصة إبستمولوجيا الفيزياء الرياضية والكيمياء. تميز في كتاباته بنقده للنزعة التجريبية كما نقد النزعة المثالية. قدم برنامج عمل فلسفي وعلمي أطلق عليه تسمية “الفلسفة المفتوحة”، أو “العقلانية التطبيقية”.

بعض مؤلفاته غاستون باشلار:

  • كتاب “العقلانية المطبقة”؛
  • كتاب “الفكر العلمي الجديد”؛
  • كتاب “المادية العقلانية”؛
  • كتاب “التحليل النفسي للنار”.

موضوع النص

يعالج غاستون باشلار في هذا النص موضوع طبيعة العلاقة القائمة بين الرأي الحقيقة، وخاصة الحقيقة العلمية.

إشكال النص:

يعالج النص الإشكال التالي: ما طبيعة العلاقة القائمة بين الرأي والحقيقة؟ هل يمكن أن يكون الرأي أساسا وطريقا للحقيقة أم أن الرأي يبقى عائقا ابستمولوجيا أمام بلوغ الحقيقة؟

أطروحة النص:

يؤكد غاستون باشلار في نصه على أطروحة مضمونها أن الرأي يتعارض مع الحقيقة، وأن بلوغ الحقيقة يقتضي القطع مع الحقيقة.

تحليل الأطروحة والنص

التحليل المفاهيمي

الرأي: يعني الرأي حسب معجم لالاند “حالة ذهنية تتمثل في الاعتقاد بصحة قول معين، مع القبول بإمكان الخطأ أثناء حكمنا هذا..”. والرأي حسب أفلاطون مجرد ظن خاطئ، لأنه لا يصل إلى المستوى الذي يؤسسه الفكر.

الحقيقة: تختلف معاني الحقيقة باختلاف الاتجاهات الفكرية، وباختلاف مجالاتها، لكنا تعني عموما، خاصة من الناحية اللغوية، اليقين والصدق، وتأتي نقيضا للوهم والخطأ والزيف… كما تدل الحقيقة على ما نبنيه من حكم على الواقع أو ظاهرة ما، وهي بذلك إعادة تأسيس وبناء للواقع وليست نسخا له.

العلم: مجموعة معارف وأبحاث على درجة كافية من الوحدة والعمومية، ومن شأنها أن تقود إلى استنتاجات متناسقة، لا تنجم عن الارتجال ولا عن الأذواق، أو اهتمامات فردية، بل تنجم عن علاقات موضوعية نكتشفها بالتدرج ونؤكدها بمناهج تحقق محددة.

المعرفة العلمية: هي تلك المعرفة التي يبنيها العلماء، والتي تتعارض مع المعرفة العامية، التي لا تكون مبناة، وإنما معطاة فقط، دون البرهنة عليها أو تأكيدها علميا.

التحليل الحجاجي:

يقوم النص في عمومه على التفسير والشرح والتحليل، حيث عمد غاستون باشلار في مجمل النص على توضيح طبيعة العلاقة بين الرأي والحقيقة، وايضا على توضيح ما يجعل الرأي عائقا ابستمولوجيا

إضافة إلى ذلك، يلاحظ أن النص مبني على حجة التقابل، حيث نجد تقابلا بين الرأي والحقيقة، وبين المعرفة العامية والمعرفة العلمية، المعرفة المعطاة والمعرفة المبناة…

خلاصة موقف غاستون باشلار بخصوص الرأي والحقيقة

يؤكد غاستون باشلار، بخصوص العلاقة بين الرأي والحقيقة، أن الرأي لا يمكن أن يكون أبدا طريقا وأساسا للحقيقة، وعلى العكس من ذلك، فهو يقف عائقا وحاجزا أمامها. وينطلق باشلار في تأكيد موقفها هذا، من كون المعرفة العلمية ترفض أن يكون لنا رأي فيها، إضافة إلى كون الرأي تفكير السيء، لأنه لا يعبر إلا عن الحاجات، ويحولها إلى معرفة. كذلك، فالمعرفة العلمية تبنى، وليس جاهزة ولا معطاة، والرأي لا يبنى، بل يكون جاهزا ومعطى، وبالتالي فالمعرفة التي تتشكل انطلاقا منه تعتبر مجرد معرفة عامية، وليست بمعرفة علمية. ولذلك يدعو باشلار إلى القطع مع الرأي، وخاصة في مجال العلم والمعرفة العلمية.  

 

إغلاق