نص بداية فعل التفلسف لفريدريك نيتشه

المحاور:
أولا: تعريف فريدريك نيتشه
ثانيا: نص بداية فعل التفلسف

تعريف فريدريك نيتشه:

 فريدريك نيتشه: (1844_1900)، فيلسوف ألماني، من مؤلفاته “هكذا تكلم زرادشت”، “العلم المرح”.

نص بداية فعل التفلسف

يبدو أن الفلسفة اليونانية تبدأ بفكرة غريبة، وهي أن الماء أصل كل الأشياء. هل من الضروري حقا أن نتوقف عند هذه الفكرة، وأن نأخذها على محمل الجد؟ نعم. وذلك لثلاثة أسباب:
أولا، لأن هذه المسلمة، تتناول بطريقة ما أصل الأشياء، والسبب الثاني، لأنها تتناوله بدون صور وبمعزل عن السرد الخيالي، وأخيرا، السبب الثالث، لأن هذه العبارة تتضمن ولو بشكل أولي، فكرة “أن الكل واحد”. حسب السبب الأول، ما زال طاليس ينتمي إلى طائفة المفكرين الدينيين والخرافيين، ولكنه يخرج عن هذه الطائفة السبب الثاني، ويظهر لنا كواحد من علماء الطبيعة. أما السبب الثالث فيجعل منه أول فيلسوف يوناني.
لو قال إن: “الماء يتحول إلى تراب” لكان لدينا مجرد فرضية علمية خاطئة، على الرغم من صعوبة تفنيدها، لكنه يتخطى الإطار العلمي المحض. لا يمكننا القول أن طاليس، من خلال عرضه لفرضية وحدة الكون القائمة على حضور الماء، تجاوز المستوى الأدنى للنظريات الفيزيائية في عصره، ولكنه خطا خطوة واحدة. إن الملاحظات المبتذلة، وغير المتماسكة والاختبارية، التي كونها طاليس حول حضور عنصر الماء و تحولاته الفيزيائية، وبالتحديد الرطوبة؛ هذه الملاحظات لم تكن لتسمح، أو حتى لتوحي بهذا التعميم الواسع. إن ما دفعه إلى ذلك، مسلمة فلسفية صادرة عن حدس فلسفي، والذي نصادفه في جميع الفلسفات، التي حاولت مع مجهودات متجددة باستمرار، التعبير عن هذه المسلمة، بشكل أفضل، إنه مبدأ: “الكل واحد”.
ف. نيتشه، نشأة الفلسفة في فترة المأساة الإغريقية، دار النشر غاليمار 1977. صفحات 34 – 35
  • هذا النص مأخوذ من الكتاب المدرسي في رحاب الفلسفة الخاص بتلاميذ الجذع مشترك، ص 15، ويمكن توظيفه بخصوص بداية فعل التفلسف

إغلاق