مفهوم التقنية والعلم – مادة الفلسفة

مفهوم التقنية والعلم – مادة الفلسفة

1-مادة الفلسفة

2-المستوى الأولى باكالوريا

3-دروس الأسدس الثاني

4-مجزوءة الفاعلية والإبداع

5-الموضوع مفهوم أولا مفهوم التقنية والعلم

6-الأستاذ محمد بضاض

مفهوم التقنية والعلم

  • المحور الأول: ماهية التقنية
  • المحور الثاني: التقنية والعلم
  • المحور الثالث: نتائج تطور التقنية

المحور الأول: ماهية التقنية

إشكال المحور

  • ماهیة التقنیة ؟
  • ما الذي یجعل التقنیة خاصیة إنسانیة ؟
  • ما الفرق بین التقنیة عند الإنسان وتلك الموجودة عند الحیوانات ؟

تحلیل نص شبنغلر: مفهوم التقنیة

مؤلف النص

شبنغلر (1880 – 1936) فیلسوف ألماني اهتم بدراسة الحضارة في إطار فلسفة التاریخ. من كتبه ”انحطاط الغرب “ و “الإنسان و التقنیة”.

إشكال النص

  • ما التقنیة ؟
  • وما الفرق بین التقنیة عند الإنسان والتقنیة عند الحیوان؟
  • وبأي معنى یمكن اعتبار التقنیة خاصیة إنسانیة ؟

أطروحة النص

تعتبر التقنیة خاصیة إنسانیة مرتبطة بالوجود الإنساني منذ القدم. و إذا كنا نتحدث عن التقنیة عند الحیوان، فهي تظل مجرد خطة حیویّة للدفاع عن نفسه، كما أنها محكومة بمحددات غریزیة، بینما ترتبط التقنیة عند الإنسان بالعقل والفكر مما یجعلها خطة للحیاة، أي أنها استراتیجیة هادفة وموجهة للسلوك  البشري.

مفاهیم النص

خطة حیویة / خطة حیاة

خطة حیویة خطة حیاة
الغریزة
الهدف حیوي مرتبطة بالحفاظ على بقاء الجسم
الحیوان
الفكر / التأمل
الهدف هو تنظیم الوجود الإنساني
الإنسان

← التقنیة عند الحیوان مرتبطة بالغریزة فقط، فهي مجرد عملیات وسلوكات غریزیة یقوم بها الحیوان من أجل المحافظة على وجوده الطبیعي. أما عند الإنسان فالتقنیة ترتبط بالفكر والعقل، فهي تلك التأملات والمخططات والاستراتیجیات الفكریة التي تقف وراء السلوكات البشریة وترسم لها غایاتها.

التقنیة / اللآلة

یرى “شبنغلر“ أن هدف التقنیة لیس هو صنع الأدوات والآلات في حد ذاتها. كما یرى أنه لاینبغي فهم التقنیة من خلال وظیفة الأداة، بل ینبغي اعتبار  التقنیة خطة حیاة، أي أنها تلك الأهداف والمخططات والاستراتیجیات التي تقف وراصنع الآلات. وهذا یعني أن التقنیة هي فكر وسلوك هادف ولیست مجرد موضوعات أو آلات خارجیة.

حجاج النص

للدفاع عن أطروحته القائلة بأن التقنیة هي خطة حیاة، استخدم صاحب النص مجموعة من الأسالیب الحجاجیة ارتكزت على الدحض والإثبات والمقارنة.

أسلوب الدحض

المؤشرات اللغویة الدالة علیه:

  • علینا ألا ننطلق من …. ولا من المفهوم الخاطئ …
  • بل هي …
  • یظهر لنا الخطأ الثاني ….
  • لا نفهم التقنیة من خلال…
  • إن مایهم لیس هو … ولا … .
  • فما یهم لیس …
  • ولا انطلاقا من…

مضمونه: دحض صاحب النص تصورین اعتبرهما خاطئین للتقنیة، الأول یعتبر أن هدف التقنیة هو صنع الأدوات والآلات، والثاني یفهم التقنیة من خلال الوظائف التي تقوم بها الآلات وكیفیة استخدامها.

أسلوب الإثبات

المؤشرات اللغویة الدالة علیه:

  • إن التقنیة ترجع في الواقع إلى …
  • وإذا أردنا أن … فعلینا الانطلاق من…
  • إنها …
  • إن التقنیة هي …
  • إن كل آلة ….
  • كل وسائل نقلنا ولدت انطلاقا من …

مضمونه:

  • التقنیة تعود إلى أزمان غابرة .
  • دلالة التقنیة مرتبطة بالروح أو النفس ،وهي ما یجعلها بالمعنى الدقیق خاصیة إنسانیة.
  • التقنیة في مستواها الإنساني هي خطة حیاة، أي أنها تلك المخططات الفكریة والتأملات التي تسبق صنع الآلات.
  • التقنیة لیست أدوات وموضوعات، بل هي أفكار تحدد أهدافا مرسومة سلفا لتلك الأدوات والموضوعات.
  • كل آلة هي نتاج لسیرورة من التأملات التي تسبق وجودها وتحدد أهدافها مسبقاٌ.

أسلوب المقارنة

المقارنة بین نمط حیاة الحیوان ونمط حیاة النبات: الغرض من ذلك هو إثبات أن التقنیة تمیز حیاة الحیوان دون النبات، لأن الأول یفعل في الطبیعة ویمتلك استقلالا إزاءها. وهنا تظهر فاعلیة الحیوان، بینما لا یتمتع النبات بهذه الخاصیة.

المقارنة بین الإنسان والحیوان: الغرض منها هو تمییز التقنیة عند الإنسان عنها عند الحیوان، فهي عند الحیوان مجرد خطة حیویة، أي سلوكات غریزیة هدفها الحفاظ على بقاء النوع. أما عند الإنسان فتعتبر التقنیة خطة للحیاة، أي أنها مرتبطة بالفكر وقائمة على التأمل ورسم أهداف للسلوك البشري.

تحلیل نص مارتن هیدغر: ما التقنیة ؟

إشكال النص

أین تكمن ماهیة التقنیة ؟

أطروحة النص

لا تتحدد ماهیة التقنیة حسب هیدغر في اعتبارها أدوات وآلات ناتجة عن العلم وعن سیطرة الإنسان باعتباره سیدا على الطبیعة، بل إن ماهیة التقنیة تكمن في اعتبارها نمط وجود إنساني لم یعد الإنسان یتحكم فیه، بل أصبح خاضعا للفكر التقني الذي یسعى إلى الكشف عن أسرار الطبیعة واستخراج مواردها.

مفاهیم النص

  • التقنیة / العلم: العلم لا یؤسس التقنیة ،بل على العكس من ذلك إن جذوره توجد في جوهر التقنیة.
  • التقنیة / الإنسان: لم یعد الإنسان حسب هیدغر كائنا حرا صانعا للأدوات ومتحكما فیها ویسخرها لتحقیق غایاته. بل إن هذا البعد الغائي یختفي في التقنیة في صورتها المعاصرة، لیحل محله البعد الآلي الذي أصبحت معه للتقنیة منطقها الخاص الذي ینفلت من سیطرة الإنسان.
  • التقنیة / الحدوث/ الكون: الحدوث هو كشف ومساءلة للطبیعة من أجل استخراج طاقاتها ومكنوناتها اعتمادا على نوع من القسر والتحریض و الاستثارة.

حجاج النص

اعتمد هیدغر في عرض أطروحته على أسلوبي الإثبات والنفي:

أسلوب الإثبات

المؤشرات اللغویة الداة علیه:

  • إن تحدیدي لماهیة التقنیة هو…
  • إنني أرى أن… وأن أمرا… وأن هذه العلاقة…
  • أرى في ماهیة التقنیة…

أسلوب النفي

المؤشرات اللغویة الدالة علیه:

  • ولیس العكس…
  • لا مجال للحدیث عن…
  • لا یمكن أن یتم ذلك…

مضمون الأسلوبین

  • التقنیة هي التي تؤسس العلم ولیس العكس.
  • الإنسان لا یتحكم في التقنیة بل إنها تتجاوزه.
  • التقنیة هي كشف لأسرار الطبیعة وطاقاتها.
  • لا یدین هیدغر التقنیة ولا یرفضها، بل یرید فقط أن یعرف ماهیتها وحقیقتها.

ینفي هیدغر أن یتم فهم ماهیة التقنیة في إطار علاقة الذات بالموضوع، والذات هنا هي الإنسان والموضوع هو التقنیة. ومعنى النفي هنا هو أن التقنیة لا تتحدد من خلال سیطرة الإنسان على الآلات التقنیة وتسخیرها لغایات یرسمها بشكل حر، بل إن التقنیة انفلتت من مراقبة الإنسان، وأصبح لها مسارها ومنطقها الخاص الذي یتجلى في الكشف عن الطاقات الموجودة في الطبیعة بشكل تراكمي ولامحدود.

خلاصة عامة للمحور

یتعلق هذا المحور بإشكال رئیسي هو تحدید ماهیة التقنیة: فما هي التقنیة ؟ وبأي معنى یمكن اعتبارها خاصیة إنسانیة ؟

في إطار الإجابة عن هذا الإشكال تعرفنا على أطروحتین متكاملتین: الأولى لشبنغلر وفیها یعتبر أن التقنیة قدیمة، وأنها تمیز نمط حیاة الحیوان عن نمط حیاة النبات، إذ أن الأول یمارس فاعلیته على الطبیعة في حین أن الثاني یستسلم لقوانینها. غیر أن شبنغلر یمیز بین التقنیة عند الإنسان واعتبارها خطة للحیاة و ممارسة فكریة هادفة، بینما تظل التقنیة عند الحیوان مجرد خطة حیویة، أي نظام للسلوك مرتبط بمحددات غریزیة. أما الثانیة فهي لهیدغر الذي یلتقي مع شبنغلر في التأكید على أن التقنیة لیست مجرد أدوات أو آلات، بل هي ذلك الفكر الذي یرتبط بالعلم والذي أصبح یسیطر على الحیاة الإنسانیة، والذي یتمیز بسیرورة خاصة به هدفها الرئیسي هو استفزاز الطبیعة وتحریضها وإرغامها على البوح بأسرارها وطاقتها الخفیة.

المحور الثاني: التقنية والعلم

إشكال المحور

كيف تتحدد العلاقة بين العلم و التقنية ؟ و ما هي النتائج المترتبة عن هذه العلاقة على الحياة الإنسانية والطبيعية ؟

تحليل نص إدغار موران : التقنية-العلم كسيرورة

1- إشكال النص
ماهي علاقة التقنية بالعلم ؟
و ما علاقتهما بالمجتمع ؟
2- أطروحة النص
يبين إدغار موران أن التقنية و العلم و المجتمع يشكلون سيرورة دائرية، و أن بينهما علاقات متبادلة ومتداخلة. فالتجريب العلمي يؤدي إلى ابتكار آلات تقنية؛ و هذه الأخيرة تساهم بدورها في إجراء التجارب العلمية و تطويرها، و يرتبط كل هذا بالمصالح الإقتصادية و السياسية للمجتمع الذي يتدخل في سيرورة العلم – التقنية

3- مفاهيم النص

* العلم / التقنية : أية علاقة ؟
هناك علاقة تفاعل وتدا خل قويين بين العلم و التقنية، إذ يساهم كل منهما في إغناء الآخر و تطويره
* العلم – التقنية و المجتمع : أية علاقة ؟
إن سيرورة العلم – التقنية سيرورة دائرية ترتبط بالأهداف الإقتصادية و السياسية للمجتمع

4- حجاج النص

اعتمد صاحب النص في عرضه لأفكاره على التحليل و التفسير و إعطاء الأمثلة
– التحليل انصب على إبراز العلاقة الموجودة سواء بين التقنية و العلم أو بين التقنية و المجتمع
– تقديم مثال يتعلق بملاحظة الجزيئات و التلسكوبات
– الاعتماد على رسم خطاطة توضح السيرورة التفاعلية الدائرية بين العلم و التقنية و المجتمع و الدولة

تحليل نص جلبيرهوتوا

1- إشكال النص

ماهي المبادىء التي ترتكز عليها استقلالية التقنية ؟ وما هي انعكاسات ذلك على مستوى ثقافة الإنسان وحضارته ؟

2- أطروحة النص 

إن للتقنية منطقها الخاص بها، والذي ينمو بشكل آلي وذاتي دون أن يخضع لأية غاية خارجية. وهذا ما أفقد الإنسان السيطرة على مسار التقنية، وجعل لها انعكاسات سلبية على الثقافة التقليدية والرمزية بحيث أدى إلى إخضاعها أو إعدامها

3- أفكار النص

– يبرز لنا صاحب النص أن للتطور التقني منطقه الذاتي، الداخلي و الآلي، والذي لا يخضع لأية غاية خارجية. و هذا خلافا لموقف إدغار موران الذي ربط بين التطور التقني و الأهداف السياسية والإقتصادية للمجتمع
و يؤكد جلبير هوتوا على خضوع الإنسان للتقنية ” بحيث أضحى البشر مجرد منفذين لهذا الأمر التقني الضروري “
– لا يمكن في نظر هوتوا اعتبارالتقنية مجرد و سائل و آلات في خدمة الإنسان، بل أصبح الإنسان خاضعا للتقنية التي تتطور و فقا لنظام داخلي خاص بها
– إن للتقنية و للقوانين العلمية طابع كوني، كلياني و أحادي البعد، و لذلك فهو كثيرا ما يمارس علاقة إخضاع و سيطرة و إعدام لثقافة المجتمعات .هكذا فالعلم و التقنية لا يشكلان حسب هوتوا ثقافة أصيلة
– يعتبر صاحب النص أن التقنية لا تشكل ثقافة أصيلة لأنها عابرة و غير متجذرة في ثقافة و تاريخ المجتمعات. كما أنها أحادية البعد فهي تسيطر على الإنسان و لا تتيح له إمكانية الإبداع و الاختيار بين عدة ممكنات
– هكذا فالثقافة الحقيقية حسب هوتوا هي الثقافة الرمزية و التقليدية المتجذرة في التاريخ، و الموجودة في جماعات مختلفة. أما التقنية فهي في نظره ضد الإنسانية نظرا لما تمارسه من تدمير و إخضاع و سيطرة على الثقافات المحلية

تحليل نص موسكوفيتشي: عمل المهندس

 1- إشكال النص
كيف تتحدد علاقة العلم (الهندسة والحساب) بالعمل التقني؟
2- أطروحة النص
أكد موسكوفتشي على العلاقة القوية بين العلم والتقنية، وذلك من خلال توضيحه كيف أن العمل التقني للمهندس يتطلب إلماما بالعلم الرياضي
3- مفاهيم النص 
* المهندس/الحرفي أوالصانع
إن عمل المهندس يرتكز على مبادىء علمية نظرية، بينما يرتكز عمل الحرفي أوالصانع على مجرد الخبرة أو الممارسة العملية
* الرياضيات/التقنية: تسمح لنا المفاهيم الرياضية بمعرفة أوزان وأحجام وأشكال الآلات، كما تلعب دورا مهما في الرسم والتصميم والدراسة المتعلقة بالتطبيق التقني.

 4- حجاج النص:

 استخدم صاحب النص مجموعة من الآليات الحجاجية لتدعيم أطروحته:

 أ- آلية العرض والإثبات
* المؤشرات اللغوية الدالة عليها
– لم يعد بمقدورنا… إذا لم…
– …بل يتعلق الأمر…
– لقد أصبح من الضروري…
-… يظهر أن تملك مفاهيم الرياضيات هو الذي…
– لقد أصبحت وظيفة الرياضيات معترفا بها…
– وهكذا نجد الرياضيات…
– عندما يتعلق الأمر… يكون من الضروري…
* مضمونها:
– لحل الكثير من المشاكل التي واجهت الحرفيين والصناع، يكون من الضروري على المهندس أن يكون قادرا على استخدام الآلات والتقنيات الميكانيكية.
– التأكيد على الارتباط القوي بين العلم (الهندسة والرياضيات) والتقنية (الرسومات والخطاطات والبناءات)، ذلك أن الرياضايات تمكن من تكميم الوقائع الحسية مما يجعل إنجازها أكثر صحة ودقة.
– للرفع من أداء الآلات، لا بد من معرفة أوزانها وأحجامها وأشكالها. وهذا يبين العلاقة الوطيدة التي تربط التقنية بالرياضيات؛ إذ أن المعرفة بمفاهيم وقواعد هذه الأخيرة أصبح سمة مميزة للممارسين للتقنية الجديدة.
– الاعتراف بوظيفة الرياضيات في تقدم التقنية المعاصرة. فقد أضحت الرياضيات تخترق مهارة المهندس وتشكل عنصرا مكونا لمعرفته بمختلف التقنيات التي تتطلبها ممارسته على أرض الواقع.
– تمكن الرياضيات من إجراء التجارب والفحوص القبلية الضرورية لبناء منشىء أو إصلاحه، أو لحل بعض المشاكل التقنية
ب- أسلوب الاستشهاد
لتأكيد دور الرياضيات والهندسة في العمل التقني ، استشهد موسكوفيتشي بأعمال ليوناردو دافينشي في هذا الإطار؛ حيث لجأ هذا الأخير إلى الهندسة لتصميم العجلة المسننة والتروس المخروطة واللولبية… كما لجأ إلى الرياضيات في أبحاثه في الطاقة الهوائية. كما تمكن انطلاقا من قياس أجنحة الوطواط ، من قياس كم الهواء القادر على حمل وزن محدد
← هكذا بين موسكوفيتشي انطلاقا من هذه الآليات الحجاجية، أن الممارسة التقنية لعمل المهندس تتطلب إلماما بالعلم الرياضي. من هنا يمكن اعتبار العلم مؤسسا للعمل التقني

المحورالثالث: نتائج تطور التقنية

إشكال المحور

ما نتائج تطور التقنية على وجود الإنسان ؟

ولمذا تحولت إلى قوة مسيطرة على مصيره ؟

تحليل نص ديكارت: السيطرة على الطبيعة

 1– إشكال النص

ما هي نتائج علم الطبيعة على الوجودين الطبيعي و الإنساني ؟ و كيف يجعلنا العلم سادة و مالكين للطبيعة؟

2- أطروحة النص

– إن موقف ديكارت من الفلسفة التأملية النظرية هو موقف تجاوز و قطيعة و رفض، لأنها في نظره فلسفة عقيمة وجوفاء، و لا تنتج عنها أية منافع ملموسة على المستوى العملي

– لقد كان لازما على ديكارت الإفصاح عن مبادئ العلم الطبيعي، لأنه اختبر نجاعتها على مستوى حل العديد من المعضلات، و تبين له أنها تؤدي إلى تحقيق منافع كثيرة للناس، و هو ما يجعلها تختلف عن المبادئ التي ترتكز عليها الفلسفة السكولائية التي كانت سائدة في القرون الوسطى

– إن الفلسفة العملية المرتبطة بالعلم الطبيعي تمكننا من فهم و معرفة القوانين التي تتحكم في الظواهر، وهي خطوة أساسية للسيطرة عليها و تحويلها إلى منتوجات صناعية وثقافية يستفيد منها الإنسان

← هكذا تكمن أطروحة ديكارت في القول بأن العلم الطبيعية يمكننا من معرفة القوانين التي تخضع لها الظواهر الطبيعية، و هو الأمر الذي يجعل الإنسان يحول الطبيعة لخدمته فيصبح مالكا لها و سيدا عليها

3- مفاهيم النص

* الفلسفة العملية / علم الطبيعة: أية علاقة ؟

علم الطبيعة يضع المبادئ النظرية و القوانين التي تحكم الظواهر الطبيعية، أما الفلسفة العملية فهي التطبيق الواقعي و الترجمة الفعلية لتلك المبادئ، عن طريق تحويل الطبيعة و تسخيرها لخدمة مصالح الإنسان. * معرفة القوانين والسيطرة على الطبيعة: أية علاقة ؟

إن معرفة القوانين التي تخضع لها الظواهر الطبيعية تؤدي إلى معرفة مكوناتها والعلاقات القائمة بينها، وهو الأمر الذي يسمح باستغلالها واستخدامها لتحقيق أغراض ومصالح الإنسان. هكذا تمكن هذه المعرفة الإنسان من أن يصبح سيدا على الطبيعة ومالكا لها

4- حجاج النص 

استخدم صاحب النص مجموعة من الآليات الحجاجية من أجل الدفاع عن أطروحته

أ- آلية الدحض:

* المؤشرات اللغوية الدالة عليه

– … و مبلغ اختلافها عن المبادئ التي استخدمت إلى الآن…

– … و أنه يمكننا أن نجد بدلا من هذه الفلسفة النظرية … فلسفة عملية…

: مضمونه

يدحض ديكارت الفلسفة التأملية النظرية التي كانت سائدة في القرون السابقة، لأنها فلسفة عقيمة، و غير اختبارية، و غير مفيدة، و لا تؤدي إلى السيطرة على الطبيعة

ب- حجة المنفعة: * المؤشرات اللغوية الدالة عليها

– … وأنا أبدأ باختبارها في مختلف المعضلات الجزئية…

-… لأن هذه المبادىء أبانت لي أنه يمكننا الوصول إلى معارف عظيمة النفع في الحياة…

-… اختراع عدد لا نهاية له من الصنائع التي تجعل المرء يتمتع من دون أي جهد بثمرات الأرض… الغرض الرئيسي منه أيضا حفظ الصحة…

* مضمونه

دافع ديكارت عن علم الطبيعة، وعن الفلسفة العملية المرتبطة به، لأنهما أثبتا فائدتهما على مستوى الواقع الفعلي، وحققا للإنسان عدة منافع؛ كاختراع التقنيات، والتمتع بخيرات الأرض، وتوفير أسباب الراحة، وحفظ الصحة

ج- آلية المثال
لتبيان فائدة العلم الطبيعي، اعتمد صاحب النص على إعطاء مجموعة من الأمثلة من الظواهر الطبيعية : النار، الماء، الهواء، الكواكب، السموات … و الغرض من ذلك هو توضيح أن معرفة مكوناتها و القوانين المتحكمة فيها، يؤدي إلى السيطرة عليها و تسخيرها لخدمة مصالح الإنسان

تحليل نص مشيل سير : ضرورة التحكم في التحكم

 1- إشكال النص

ماهي نتائج تحكم التقنية و العلم الحديث في الطبيعة على مستوى الوجودين الطبيعي و البشري ؟ و كيف ينبغي التحكم في هذا التحكم ؟

2- أطروحة النص

لقد أدى العلم الحديث إلى التحكم المفرط في الطبيعة، مما أدى إلى ممارسة العنف عليها، و تهديد حياة الإنسان، و تكبيده خسائر فادحة. هكذا يتحتم حسب مشيل سير ضرورة التحكم في هذا التحكم الأول، وذلك عن طريق تقنين و عقلنة سيطرتنا على الطبيعة

3- مفاهيم النص

[ التحكم / التملك، العلم و الصناعة ]

دلالة التحكم و التملك: إن العلم النظري يمكن الإنسان من فهم و معرفة القوانين المتحكم في الظواهر الطبيعية، كما يمكن من ابتكار تقنيات تساعد الإنسان على التحكم في الطبيعة و تسخيرها لخدمة أغراضه و مصالحه

* العلم / الصناعة : أية علاقة ؟

يبرز لنا النص نوعا من التحالف المشترك بين المشروع الصناعي و العلم، و هو التحالف الذي أدى إلى تهديد حياة الطبيعة و الإنسان

التحكم في التحكم: التحكم الأول هو التحكم الذي نادى به ديكارت مع فجر العصر الحديث، والذي يكون هدفه هو السيطرة على الطبيعة وتملكها إلى أقصى الحدود، وهو ما أدى إلى ممارسة الدمار والعنف عليها وعلى الإنسان. لذلك يدعو ميشيل سير في هذا النص إلى تحكم ثاني، يكون هدفه هو التحكم في التقنية والعلم عن طريق تقنينهما وتوجيههما نحو تحقيق ما هو إيجابي ومفيد بالنسبة للطبيعة والإنسان.

  4 – حجاج النص 

اعتمد ميشيل سير في صياغته لأطروحته القائلة بضرورة إعادة النظر في علاقة الإنسان بالطبيعة، وذلك من خلال إحداث تحكم جديد في التحكم العلمي والتقني الحالي، على مجموعة من الآليات الحجاجية

أ- آلية العرض:

المؤشرات اللغوية الدالة عليه

– هذا هو شعار ديكارت…

– هذه هي الفلسفة المشتركة…

مضمونه: يعرض صاحب النص للشعار الذي رفعه ديكارت في فجر العلم الحديث، والمتمثل في الدعوة إلى بذل أقصى الجهود من أجل استخدام العلم والتقنية للسيطرة على الطبيعة وامتلاك طاقاتها ومواردها

ب- آلية النقد:

المؤشرات اللغوية الدالة عليه

– إن التحكم الديكارتي يؤسس العنف…

– إن علاقتنا الأساسية بموضوع العالم أضحت تتلخص في الحرب…

– إن تحكمنا لم يعد منضبطا ولا مقننا، ويتجاوز هدفه، بل أصبح ضد الإنتاج.

لقد انقلب التحكم الخالص على نفسه. –

إن التحكم لا يدوم طويلا… فيتحول إلى عبودية. –

كما أن الملكية… تنتهي إلى الهدم. –

ج- آلية المقارنة:
استخدم صاحب النص مقارنتين:
الأولى: تمثلت في إقامة نوع من المساواة بين الخسائر التي أدى إليها التحكم التقني للطبيعة والذي بدأ مع ديكارت، وبين الخسائر التي يمكن أن تخلفها حرب عالمية وراءها.

الثانية: تمثلت في المقارنة بين العلاقة بين الإنسان والطبيعة في القديم وفي الحديث، وذلك بإقامة نوع من التشابه بين العلاقتين؛ ففي القديم كان الإنسان خاضعا للطبيعة وفي حاجة ماسة إليها لتلبية ضرورياته البيولوجية، أما اليوم فيمكن الحديث عن خضوع من نوع ثاني للإنسان تجاه الطبيعة حيث أصبح ضعيفا أمامها وتهدده وتتملكه، وذلك بسبب إفراطه في التحكم فيها بواسطة العلم والتقنية.

خلاصة تركيبية للمحور:

لقد أدى التحكم الديكارتي إلى ممارسة العنف على الطبيعة، لأنه تحكم غير مقنن، فهو يلحق أضرارا بالغة على الطبيعة والإنسان مادام أن هدفه هو الإنتاج. إن تحكما كهذا يؤدي إلى نتائج معكوسة، فيجعل الإنسان في موقع الضعف والعبودية إزاء الطبيعة بدل أن يكون في موقع القوة والسيادة، وذلك بسبب تدميره للبيئة الطبيعية التي لا يمكن للإنسان الاستغناء عليها في حياته.

إغلاق