تقديم مفهوم الوعي واللاوعي (مدخل إشكالي)

تقديم مفهوم الوعي واللاوعي (مدخل إشكالي)
  • مجزوءة ما الإنسان؟
  • مفهوم الوعي واللاوعي
  • مدخل إشكالي

تقديم مفهوم الوعي واللاوعي

الإنسان حيوان ناطق. الحيوان جنسه والنطق فصله. هكذا دأبت الفلسفات عبر تاريخها منذ ارسطو  تعريف الإنسان عبر ربط وجوده بخاصية الوعي. حيث يكون الوعي الخاصية المميزة للوجود الإنساني التي تفصله عن الوجود الحيواني فللإنسان قدرة الوعي بوجوده وبأفعاله وهو  ما يبدو واضحا في السؤال الديكارتي “من أنا؟” فهذا السؤال بالقدر الذي يطرح إشكال معرفة الذات إلا أن القصد منه هو الوعي بوجود الذات. وعليه تمت المطابقة بين الإنسان والوعي فأصبح الثاني علامة الأول. لكن إذا ما نحن أردنا تجاوز هذا التماهي فإننا نجد أنفسنا أمام مجموعة من الإشكالات التي ترتبط بدلالات مفهوم الوعي. والتي تتوزع بين إشكال التحديد: ونقصد به إمكانية تحديد الوعي من استحالته بين المنظور العلمي والفلسفي. وإشكال العلاقة:  سواء في صورة العلاقة النفسية بين الوعي واللاوعي وما يتمخض عن هذه العلاقة من إشكالات في فهم أساس الحياة النفسية. أو  في صورة العلاقة الواقعية التي يربطها الوعي مع الواقع بين المطابقة والتزييف الناتج عن تدخل الإيديولوجيا. وعموما فيمكننا أن نعرض لمجموع هذه الإشكالات من خلال المحاور التالية فنتساءل على الشكل التالي:

  • المحور الأول: هل يمكننا تحديد مفهوم الوعي بالإحالة إلى المضمون العلمي والجهاز العصبي أم أن هذا التحديد يظل غامضا بالنظر لطابعه الفلسفي ولتعدد دلالاته؟
  • المحور الثاني: فيما يكمن أصل الحياة النفسية للإنسان هل في وجوده الواعي أم في طبيعته اللاواعية، وكيف تتحدد العلاقة بينهما تبعا لهذا الأصل؟
  • المحور الثالث: ما طبيعة العلاقة التي يقيمها الوعي مع الواقع، هل هي علاقة مؤسسة على المطابقة أم على التشويه والتزييف والأدلجة؟

قبل الخوض في مضمون هذه الإشكالات فإن الضرورة الفلسفية تحتم علينا الوقوف عند المفهوم(الوعي). ما دامت الفلسفة في أحد جوانبها هي نحت للمفهوم على حد تعبير جيل دولوز. فماذا نعني بالوعي؟

يشير الوعي لمجموعة من الدلالات التي يحيل عليها. ولعل أهم هذه الدلالات هي تلك التي حددها “أندري لالاند” في موسوعته الفلسفية.

  • الوعي: حدس يكونه العقل عن أحواله وأفعاله. (لالاند. ص:210.)
  • BALDWIN: “هو ما نكون عليه، أدنى فأدنى، عندما نقع وقوعا تدريجيا في النوم بلا أحلام وما نكون عليه أكثر فأكثر عندما توقظنا الضجة رويدا رويدا.
  • معرفة مباشرة للذات ولموضوعات العالم.

ذ. مراد الكديوى

دروس مفهوم الوعي واللاوعي

إغلاق